دخل منذ أول أمس الأربعاء 7 نونبر 2018، شريط "تازكَة" إلى دور العرض بعد أن استوفى كافة الشروط الفنية والتقنية والتسويقية أيضا. واختمر كل ما حفل به من إبداعات الإخراج والتمثيل التي توزعت مشاهدها ما بين المغرب وفرنسا.
وللإشارة، فيكفي التذكير بأن هذا الوافد على "ريبرتوار" الخزانة السينمائية تمخض عن تجربة مخرج فرنسي من قيمة جان فيليب غود، ناهيك عن غناه بفنانين تقلدوا مهمة الأداء باقتدار. أما ختم العصارة فقد خاض غمارها المنتج محمد نظيف مسلحا بزخم ما خبره من مفاتيح النجاح، إن أمام الكاميرا أو خلفها.
تبدأ قصة الفيلم برسم الفضاء العام الذي نشأ فيه الشاب إلياس داخل قرية "تازكَة"، ضواحي مدينة تازة، وكيف سيطر استلهامه لأسس الطبخ المغربي الأصيل من جدته "الميمة"، كما يدعوها، على أبرز محطات طفولته. وقتها شاء القدر أن يصادفه بطباخ باريسي خطط معالم ميوله الفطري والمكتسب. هذا قبل أن تحسم ملاقاته لفتاة مهاجرة بفرنسا في إحداث نقلة فاصلة على مستوى حياته المهنية والعاطفية. الأمر الذي انتهى به إلى السفر حيث بلد الأنوار. ومن ثمة، دخول المعركة البديهية لأي مهاجر غير شرعي في وطن الإغتراب. ومع ذلك، وجد في أحد الأصدقاء الأفارقة، سليمان، الوصفة التي ملأت فراغ تيهانه، بل ضربة الحظ التي أهدته خلاص العودة إلى عشقه الأول لفن الطبخ المغربي التقليدي. هي أحداث إذن، تخاطب الحس قبل العين، وتترابط في سبحة يصعب توقع ما ستفرطه من حلقات، خاصة وأنها حبلى بغنى التلميحات وتعدد رسائلها.
محمد نظيف، منتج الفيلم
وجدت في الفيلم إضافة نوعية للخزانة السينمائية المغربية
لا تخفى طبعا مجموعة التجارب التي خضتها في المجال السينمائي بالقبعات الثلاث، التمثيل، الإخراج والإنتاج. وعلى ذكر الأخير، ما الخصوصية التي يمكن أن تميز لنا بها هذا العمل عن سوالفه؟
بدون تردد أقول لك مصاحبتي لصديق كان في حاجة ليد مساعدة، وعوزه لمصدر إنتاج بحكم إقباله على إنجاز أول شريط طويل له بعد توقيعه على عدة أفلام قصيرة متفوقة. وهذا شأن يسعدني أكيد طالما بإمكاني تنفيذه. فقلت آمين، وبذلت ما في وسعي لأداء المهمة، وخاصة على مستوى تسهيل التصوير في المغرب. وحتى أكون أكثر واقعية، فإنني وجدت في العمل منفذا إضافيا لبلوغ ما أهوى تحقيقه من خلال الأفلام وإن بالوكالة، إن صح القول.
وما أعجبك في الشريط على وجه التحديد أو بالأحرى دفعك أكثر لدخول تفاصيل خلقه؟
أعجبتني "التيمة" التي تعنينا كمغاربة بالأساس، وعلاقتها بقصة مغربية من نظرة أجنبية لنا ولشبابنا، وللطبخ المغربي كذلك كموروث جدير بالإهتمام والتأريخ التوثيقي. هذا مع التذكير بما يضفيه "تازكَة" من صدى إيجابي عن صورة مناطقنا المغربية. علما أن العنوان مستلهم من اسم منطقة بنواحي مدينة تازة وتعني "الجبل" بما يفيده من شموخ وصمود. وفي إشارة أيضا إمكانية إيجاد الحلول في هذا العطاء المحلي وحتى من غير البحث عنه خارج الحدود.
وماذا عن الجديد المنتظر؟
أنهيت الآن تصوير شريطي الثاني المعنون بـ (نساء جناح "ج)". ومقبل على تدقيق ما يخصه من عمليات "المونتاج" على أساس أن يكون جاهزا بشكل تام خلال السنة المقبلة بإذن الله. أما بشأن محور فكرته، فينبني على حكاية صداقة نزيلات أحد أجنحة مستشفيات الطب النفسي "ج"، ومعهن ممرضة كشريك في تلك الصداقة. من هنا ينطلق توالي مجريات الآتي من الوقائع التي سيكتشفها المتفرج في الوقت المقدر لها.
أسماء في الشريط
تنفيذ الإنتاج: محمد نظيف
المخرج: جان فيليب غود
المهدي بلمليح: بطل الفيلم
وداد إلما: في دور سلمى
عباس زهماني وخديجة بوزكري: ممثلان
آدم ديوب: ممثل سينغالي في دور سليمان