وبصرف النظر عن الفوسفات، فإن هذه الموارد المعدنية المتوفرة بالإقليم، والتي يستغل البعض منها بشكل عشوائي، تستحق الإهتمام بها أكثر من حيث التنقيب، وتحديد الكميات المتوفرة، وتنظيم عملية الاستغلال، وهذا في حد ذاته كفيل للتجاوز نسبيا معضلة الشغل بإقليماليوسفية.
استخراج البارتين من جبل ايغود (الجبل الرمادي اللون)، ونقله بواسطة مجموعة من الشاحنات إلى ميناء مدينة أسفي بهدف التصدير، ساهم في خلق (مركز عمالي) بالجزء الجنوبي الغربي من جبل إيغود، وسوق تجاري (ثلاثاء إيغود)، وتتداول الرواية الشفوية الدور المهم الذي قام به الشيخ بن علو (شيخ فخذة الرياحنة إيغود على عهد القائدين العربي ومحمد بلكوش) لتشجيع أبناء القبيلة على ارتياد هذا السوق الأسبوعي، إذ كان يوفر وجبات الغداء لزوار السوق تشجيعا لهم على ارتياده والتسوق منه، والتخلي عن سوق فخدة الرواتعة الفرجان.
وبذلك يكون الشيخ بن علو قد عمل على تحويل سوق (ثلاثاء إيغود)، من سوق متواضع في البداية، إلى سوق أصبح يستقطب غالبية سكان فخذات القبيلة: الرياحنة ايغود، الميمنات، الفرجان...، وزاد من أهميته الرواج الذي أصبح يعرفه على رأس كل 15 يوما وهي الفترة التي كان يتقاضى فيها العمال أجورهم.
ومعلوم أن 400 عامل الذين كانوا يقطنون بالمركز والدواوير المحيطة به، أغلبهم – إضافة إلى الحمريين – من المناطق الجنوبية والأطلسين الكبير والمتوسط.
نستنتج مما سبق، أن الدينامية الاقتصادية التي عرفها جبل إيغود منذ منتصف الأربعينيات وإلى حدود الإعلان عن إغلاق المنجم مع بداية ثمانينيات القرن الماضي، ساهمت في خلق تشكيلة اجتماعية متنوعة (أمازيغ، عرب، أوربيين...) بمركز إيغود، لها ثقافات وتقاليد وعادات متباينة، ومع ذلك فقد شكلت وحدة متكاملة ومتضامنة وخاصة في الفترات التي كان يتعرض فيها العمال للحيف من طرف المسؤولين، أو يتعرضون لحوادث شغل.
وعموما، فداخل هذا السياق التاريخي، وآخر الاكتشافات التي عرفها جبل إيغود سنة 2017 ميلادية، وما رافقها من استثمارات في مختلف المجالات، يمكن وضع التنوع (الإثني والثقافي) الذي يعرفه المركز حاليا، والتزايد المستمر في أعداد سكانه، حيث يشكل المركز الوحيد بالإقليم الذي حافظ على وثيرة نموه السكاني، عكس مركز سيدي أحمد بجماعة الكنتور وفق احصائيات سنة 2004 وإحصاء سنة 2014 وكذا إحصاء سنة 2024.
يتبع
يتبع