الاثنين 20 مايو 2024
خارج الحدود

علماء الإسلام يجتمعون في أبو ظبي حول الدولة الوطنية في المجتمعات المسلمة

 
 
علماء الإسلام يجتمعون في أبو ظبي حول الدولة الوطنية في المجتمعات المسلمة

سينظم منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" ملتقاه السنوي الثالث يومي الأحد والاثنين (18-19 ديسمبر 2016) في أبوظبي، برعاية  الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ورئاسة  الشيخ عبدالله بن بيه، ومشاركة ما يزيد على 400 شخصية من العلماء والمفكرين والمثقفين من أنحاء دول العالم، وذلك انسجاماً مع القيم العليا في الإسلام والمُثُل الإنسانية السامية ودورها الأصيل في ترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التسامح والحوار، انطلاقاً من غايته وأهدافه التي سطرها في قانونه التأسيسي بغية السعي الدؤوب لإطفاء الحرائق المتأججة في جسد الأمة، وتجنيبها المزيد من التمزق والخراب المادي والمعنوي، وذلك من خلال تنشئة جيل جديد يتبنى أولوية السلم، ويعمل من أجل تحقيقه وترسيخه، بوصفه الخيار الوحيد لتدبير الاختلاف والتدافع والتغيير، والمنتدى كان قد انطلق في ملتقاه الأول من الدعوة إلى إعلان الحرب على الحرب، لتكون النتيجة سلماً على سلم، وسعى في الملتقى الثاني إلى إعادة برمجة الأولويات وتأهيل العقول وتدريب النفوس على إدراك محورية السلم في ديننا وشريعتنا وتراثنا الإسلامي المستنير، لمواجهة الخطر الراهن المحدق بالمجتمعات المسلمة، وهو خطر ليس فقط يأباه ديننا وتجرمه شريعتنا فحسب، وإنما هو خارج عن نطاق العقل وينافي القيم الدينية والأخلاقية والمفاهيم الإنسانية بكل مستوياتها، كما يقول شيخنا العلامة عبد الله ابن بيه، وسيواصل المنتدى في ملتقاه الثالث في أبوظبي بعد أسبوع البحث في المخاطر التي تعصف بالأمة الإسلامية وإمكانية وضع حد للنزيف الذي يهدد مستقبلها.

وسيعمل على توضيح العلاقة بين مفهوم الدولة الوطنية المعاصرة، ومفهوم الدولة في نصوص وتاريخ الإسلام، وذلك في ظل ما عرفته المنطقة من تذرع وتوسل بمفهوم الدولة، لاستباحة الحرمات، والحط من شأن الإنسان، والتآمر على الأوطان باسم الدين .
وقد صرح لنا الشيخ الصادق العثماني مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل وأحد المشاركين في هذا المنتدى أن السادة العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقى الثالث سيحرصون على إيجاد المخرجات السلمية، لدرء المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية، وانعكاسات هذه المخاطر على مناطق مختلفة من العالم، هذا إلى جانب السعي الحثيث لإيجاد تيار سلام قوي في المجتمعات المسلمة، يناهض تيار العنف والغلو والتطرف، وقد أعرب العثماني عن أمله في أن يكون الملتقى الثالث فرصة جديدة لتبادل الرأي بين العلماء، والمفكرين، والباحثين، والخبراء، والشباب، وتقديم رؤى وبدائل ومشاريع، تسهم في التأصيل لثقافة السلم في الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية، وتعميمها كقيم وسلوك على المجتمعات المسلمة.
وجديربالذكر أن المنتدى قد تأسس 2014م بأبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة بمبادرة من  العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، وبرعاية  من دولة الإمارات العربية المتحدة للإسهام في الجهود المباركة التي تبذل في المجتمعات المسلمة لإخراجها من هذا النفق المظلم من الصراعات الدموية والإقتتال العبثي وتنازع البقاء المؤدي إلى الفناء، وقد حرص المنتدى منذ تأسيسه على أن يكون فضاء فسيحا للعلماء والمفكرين والباحثين يتيح لهم إعادة الإعتبار إلى المنهج الصحيح في فهم المفاهيم الشرعية وتنزيلها على الواقع المعاصر لتبقى- كما جاء بها الشرع الحكيم-مفاهيم رحمة وعدل ومصلحة، ولتسهم في تثبيت السلم الأهلي والدولي وتحفظ للمجتمعات المسلمة أمنها واستقرارها، وخلال هذه الفترة الوجيزة من التأسيس استقطب المنتدى مئات العلماء والمفكرين في دورتيه الماضيتين، حيث حقق نجاحاً كبيراً، سواءً على مستوى الحضور النوعي أو على مستوى المنجز العلمي في تعزيز ثقافة السلم، ما لفت انتباه المفكرين وصناع القرار في العالمين الإسلامي والغربي، وأصبح محل تقدير لدى هيئات دولية عدة .