Thursday 19 June 2025
سياسة

مشروع القرن: هل سيذوب ملف الصحراء في أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا؟

مشروع القرن: هل سيذوب ملف الصحراء في أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا؟

في الوقت الذي كانت نيجيريا تعتبر من الدول الداعية لفصل الصحراء عن المغرب؛ هاهي الآن تخطب ود المغرب لينساب الغاز النيجيري نحو أوروبا عبر المغرب، بعد أن يجتاز دول غرب إفريقيا.
هذا المشروع الجيو استراتيجي اعتبره مراقبون مؤشر على بداية فصل نيجيريا عن محور الجزائر جنوب إفريقيا بالنظر إلى أن نيجيريا وعتْ أن مصالحها الاقتصادية الكبرى توجد في المغرب و ليس في الجزائر لاعتبارين اثنين:
1- إن نيجيريا وكما يقول المثل المغربي أدركت أن " خوك فالحرفة عدوك" بحكم أن الجزائر تبيع الغاز لأوروبا و لا تنظر بعين الرضا إلى أن تزاحمها نيجيريا في اقتسام السوق الاوروبية.
2- يكمن في أن عدم الاستقرار الأمني في حالة ما إذا تم اختيار مرور الغاز عبر دول الساحل و الجزائر لضعف الحكامة الامنية وهشاشتها في هذه المناطق عكس الحال بالنسبة للمغرب الذي تجمع مختلف التقارير الدولية أنه البلد الوحيد بالمنطقة الذي يتميز بحكامة أمنية فعالة، وهو ما سيخلق الجو المناسب و الآمن لينساب الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر المغرب.
المغرب، أيضا، بدوره وعى بأن ليس في مصلحته أن يستمر الجفاء مع احدى الدول الكبرى بإفريقيا ألا و هي نيجيريا؛ مما جعله يذوب ملف الصحراء في الرهانات الاقتصادية الكبرى، وهو ما يقود إلى منطق " رابح رابح".
ومعلوم أن مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز سيربط الموارد الغازية لنيجيريا بموارد العديد من بلدان غرب إفريقيا والمغرب، بعد مشروعا كبيرا مخصصا لتعزيز الاندماج الاقتصادي اللإقليمي ،وسيتم تصميم خط الأنابيب بمشاركة جميع الأطراف المعنية بهدف تسريع مشاريع الكهربة في المنطقة بكاملها، مشكلا بذلك أساسا لإحداث سوق إقليمية تنافسية للكهرباء يمكن أن يتم ربطها بالسوق الأوروبية للطاقة وتطوير أقطاب صناعية مندمجة في الجهة في قطاعات من قبيل الصناعة والأعمال في المجال الفلاحي والأسمدة، بغية استقطاب رؤوس أموال أجنبية وتحسين تنافسية الصادرات وتحفيز التحول المحلي للموارد الطبيعية المتاحة بشكل كبير بالنسبة للأسواق الوطنية والدولية.