الأربعاء 15 مايو 2024
سياسة

حركة فتح : مؤتمر الوحدة أم الانشطار؟

حركة فتح : مؤتمر الوحدة أم الانشطار؟

حوالي 1500 قيادي فتحوي من المقرر أن يشاركوا خلال الأيام المقبلة في المؤتمر السابع الخاص لحركة فتح الذي على ما يبدو سيضم الجيل القادم من القادة الفلسطينيين الأصغر نسبيا وأكثر تمثيلا للأراضي المحتلة من القيادة الحالية, والمؤتمر الذي سينعقد 29 يوم نوفمبر في مدينة رام الله من المقرر أن يتم خلاله الاتفاق على برنامج سياسي وخطة عمل للنضال الفلسطيني وانتخاب أعضاء جدد في المجلس الثوري للحركة واللجنة المركزية.

و يعتبر الكثير من المراقبين أن هذا المؤتمر هو الأهم في تاريخ الحركة لأبعاده الإقليمية والدولية.حيث تسود حالة من الانتظار والترقب تل ابيب والعواصم العربية المجاورة عما سيسفر عنه المؤتمر والمرحلة التي ستليه، والتي ستشكل علامة فارقة في تشكيل رؤيا فلسطينية جديدة للعلاقة مع الدول العربية أو في داخل فتح بما فيه مستقبل دحلان وتياره في الحركة.

. مصادر إعلامية مطلعة كشفت أنّ غالبيّة الأسماء الـ1500 التي تضمّها قائمة المؤتمرين ، ستصبّ في التوجّه الذي يرغب به الرئيس عبّاس خلال المؤتمر، وذلك على نحو يفتّت أيّ تكتّل محتمل لأنصار القياديّ دحلان، يمكن أن يظهر خلال جلسات المؤتمر
معلوم أن الحركة تمرّ من حالة تفكّك وصراعات داخلية بلغت ذروتها في الأشهر الأخيرة عندما طرد رئيس الحركة محمود عبّاس في 28 سبتمبر الماضي المزيد من قيادات الحركة وأطرها بتهمة "التجنّح"، وحرمان آخرين من الراتب في 25 أكتوبر الماضي للتهمة ذاتها.
وهناك تخوفات جادة من أن تذهب حركة فتح بعد المؤتمر في اتّجاه الانشطار الكامل في بنيتها التنظيميّة، في ضوء رفض القيادات الشابّة والقريبة من القياديّ دحلان سيطرة الحرس القديم على قيادة الحركة، اذ من المرجّح أن يلجأ التيّار الرافض للمؤتمر السابع إلى عقد مؤتمر مواز،ٍ غير أن إصرار الرئيس الفلسطيني عباس وعزمه على إيجاد أرضية جديدة لمستقبل حركة فتح يعتبر ممرا إجباريا لا مفر منه، رغم الأخطار الجسام لكل خطوة يقدم عليها والتي وصفها البعض بأنها تشبه الانتحار السياسي .
من بين القيادات الحزبية العربية لحضور أشغال المؤتمر سيحضر عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كاتبه الاول ادريس لشكر الذي توصل بدعوة خاصة من الرئيس محمود عباس بهذا الشأن، وسيكون له برنامج حافل على هامش أشغال المؤتمر لعقد لقاءات مع القيادات الفلسطينية والعربية والتباحث معها حول القضايا المشتركة.
يجذر التذكير أن القيادة الاتحادية استقبلت منذ المؤتمر التاسع عدة وفود قيادية من حركة فتح بالرباط مثل توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وبعده أحمد عزام رئيس الكتلة النيابية الفتحوية في البرلمان ثم روحي فتوح عضو المجلس الثوري ومستشار الرئيس عباس أبو مازنن ، يليه نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية بحركة فتح وأخيرا عباس زكي ويسرى مشعل عضوي اللجنة المركزية للحركة. كما استقبل الرئيس الفلسطيني قبل سنتين في مقر إقامته بعمان الكاتب الاول للحزب ادريس لشكر ومنسق العلاقات الخارجية محمد بنعبد القادر .
وكانت كل هذه اللقاءات تنعقد في سياق تفاعلات ما سمي بالربيع العربي وسعي جبهة البوليزاريو الى استغلال حالة الفوضى والفراغ المترتب عن انهيار النظام العربي لإحداث اختراق سياسي في الحركة التقدمية العربية بما فيها حركة فتح وأذرعها الشبابية ، ولم يفت القيادة الاتحادية في كل هذه المناسبات تنببه القادة الفلسطينية إلى الانزلاقات التي حصلت أو قد تحصل في بعض المحافل الدولية بخصوص الوحدة الترابية المغربية.