الأربعاء 15 مايو 2024
سياسة

قضية الفنان نعمان لحلو عنوان للابتزاز المصري للمغرب بشأن ملف الصحراء

قضية الفنان نعمان لحلو عنوان للابتزاز المصري  للمغرب بشأن ملف الصحراء

بررت السلطات المصرية قرارها بمنع المطرب المغربي نعمان لحلو من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون بكونها فوجئت بشنه حملة عدائية على بلادها، وبنشره تدوينة على الفيسبوك تتضمن إساءة لمصر، وبإجرائه حوارا مع قناة" الجزيرة مباشر. وهو ما ورد المعني بالأمر بالذهاب رأسا إلى جوهر الموضوع بالقول إن منعه في دخول المبنى يعود إلى أنني "كنت سباقاً، ورفضت الدخول لمصر كلها، ما دامت لم تحدد موقفها من قضية الصحراء المغربية"، دون أن يقطع حبل السرة مع عمق مصر حيث أكد في إحدى تدويناته "أننا تعلمنا على مصر الفن والأدب والثقافة، وأن حبنا لشعب مصر العظيم كبير".
للإشارة فالموقف المصري ليس قرارا معزولا، ولا يعني لحلو تحديدا، ولكنه تكريس للانحياز الأخير الذي اتخذته السلطات المصرية تجاه المغرب وقضيته الوطنية منذ تأصيل علاقة المغرب الاستراتيجية مع بلدان الخليج، وهو ما يفسر قيام مصر باستقبال وفد البوليزاريو خلال انعقاد المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي بقمة شرم الشيخ في أكتوبر الماضي، ثم قبلها امتناعها عن توقيع ملتمس طرد الكيان الوهمي عن منظمة الاتحاد الإفريقي في يوليوز الماضي، متنكرة بذلك لا فقط للتاريخ المشترك بين البلدين، ولكن كذلك لمساندة بلادنا التاريخية لها خلال أكبر المنعطفات التي عرفتها مصر، وكان آخرها ما عبر عنه المغرب من مساندة لقرار عزل مرسي على أساس أن ما تم في يوليوز 2013 كان تجاوبا مع مطالب الشعب المصري. وواضح أن المواقف المغربية مع دار الكنانة ليس تكتيكيا آنيا، ولكنها موقف استراتيجي تمليه قراءة الوضع العربي، والحاجة إلى التضامن بين الدول العربية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
مجمل القول إن العلاقات بين المغرب ومصر تعيش على صفيح ساخن بإرادة هذه الأخيرة، وإن الخاسر الأكبر في المعادلة الجديدة هو مصر ذاتها المهددة بتصدعاتها الداخلية، وبالتهديد الإرهابي المتواصل أولا وقبل كل شيء، فيما اختار المغرب نهج الفعل التضامني مع مصر، وكل بلدان العالم العربي وإفريقيا. وهنا لا بد من استحضار أن مصر قد تكون مركز العالم العربي وأم الدنيا وقد لا تكون. لكن المؤكد أن ذلك لا يعني قبولنا بالابتزاز أو بالوصاية لأن المغرب يمارس دوره في العلاقات الدولية لا بناء على المزاج، ولكن على أساس المصالح المشتركة. ومن هنا تكون عودة مصر إلى نهج الحكمة هي الطريق لإعادة العلاقات البينية إلى رشدها الطبيعي.