أشار عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، إلى أن من أهم التحولات التي وقعت ما بعد إقرار دستور 2011 هي تحول تحرك اللعبة السياسية من فضاءاتها التقليدية إلى أخرى يمكن وزنها على ثنائية "ميشيل فوكو"، أي  فضاءات ماذا نريد وما هو كائن.

وبالتالي، يضيف لزعر، فإن المسألة السياسية هي مسألة انتخابية بالأساس، لما تعرفه من توزيع بين فضاءات العمل السياسي والمؤسسات وما إلى ذلك، ثم دائرة النقاش العمومي المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي. وهو للإشارة، يلفت الباحث، نقاش مفيد وصحي على أساس أنه لأول مرة نرى بأن المواطن العادي يناقش ويحلل إشكالات دستورية كانت بالأمس القريب حكرا على رجال الاختصاص.

هذا، وسجل لزعر، أن ما يجري الآن من تفاعل يثبت أن هناك فعلا تطور على مستوى الثقافة السياسية، ومؤشر على الاقتناع بأن العنصر الأساسي في الديمقراطية هو النقاش العمومي. وطبعا، يؤكد الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، لا يمكن أن يكون ذلك سببا في الردة أو التراجع بل هو مكسب هام، ويدعم صيرورة عجلة التطور الديمقراطي.