الأربعاء 15 مايو 2024
سياسة

في حديث صحفي: الملك يدعو إلى تعاون جنوب-جنوب "قوي ومتضامن" بين البلدان الإفريقية

في حديث صحفي: الملك يدعو إلى تعاون جنوب-جنوب "قوي ومتضامن" بين البلدان الإفريقية

دعا الملك محمد السادس، في حديث صحفي خص به عددا من وسائل الإعلام الملغاشية، إلى تعاون جنوب-جنوب "قوي ومتضامن" بين البلدان الافريقية.

وقال الملك في هذا الحديث الصحفي الذي نشرته وسائل الإعلام الملغاشية، على نطاق واسع، اليوم السبت، "أتطلع لإقامة نموذج للتعاون جنوب- جنوب قوي ومتضامن، بين بلدان القارة الإفريقية". مؤكدا على أن نموذج التعاون الذي يأمل المغرب تفعيله في مدغشقر مماثل لذلك "الذي نعمل على تطويره في عدد من البلدان الإفريقية".

وذكر الملك في هذا الصدد بخطابه بأبيدجان، في فبراير 2014، والذي أشار فيه إلى أن "إفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا". مشددا على أنه "في إطار تعاون، خال من العقد، يمكننا، جميعا، بناء المستقبل"، والمملكة حريصة على العطاء والتشارك " بدون أي تعال أو غطرسة، ولا حس استعماري".

وفي السياق ذاته، حث الملك المقاولات المغربية على اللجوء إلى مكاتب دراسات واليد العاملة المتواجدة بعين المكان. مبرزا أن ما تتمتع به مدغشقر من مؤهلات وموارد لا يمكن تجاهلها لضمان النجاح، مؤكدا استعداد المغرب لمواكبتها من خلال قطاعاته الوزارية ومقاولاته العمومية وقطاعه الخاص.

وعبر الملك في هذا السياق عن استعداده لتشجيع القطاع الخاص المغربي بشكل خاص على الانخراط في مشاريع بمدغشقر، في إطار تعاون متكافئ وعلى قدم المساواة مع نظيره الملغاشي. معربا عن عزم المملكة على دعم مدغشقر خلال مؤتمر باريس.

وأكد الملك محمد السادس، في هذا الصدد، أنه "بتزامن مع انعقاد مؤتمر باريس، سأقوم بزيارة لأبوجا. وسأحرص مع ذلك على أن يكون المغرب حاضرا بباريس، من خلال وفد هام يدعم المشاريع ذات الأولوية الخاصة بالبنيات التحتية بمدغشقر، كما سيشارك ممثلون عن الحكومة وكذا عن القطاع الخاص بفعالية في أشغال المؤتمر". معلنا في السياق ذاته أنه سيعود لمدغشقر للوقوف شخصيا على سير إنجاز المشاريع التي يتم إطلاقها في هذا البلد.وقال الملك "كما أقوم بذلك في كل مكان، سواء بالمغرب أو الخارج، سأتابع شخصيا إنجاز مجموع هذه العمليات. سأعود بالتالي لمدغشقر".

وأبرز الملك أن زياراته المستمرة للقارة الإفريقية تندرج في إطار هذه الرؤية التي تروم توطيد دعائم نموذج للتعاون الافريقي. كاشفا عن مشاعر الارتياح التي تنتابه خلال زياراته للقارة  معربا عن تقديره الخاص "لمظاهر الحفاوة واللطف التي يعبر عنها السكان اتجاهي". مضيفا "أشعر على الدوم باعتزاز متزايد ومتنام بكوني إفريقيا. كما أشعر بتعلق قوي اتجاه هذه القارة".

وفي معرض جواب الملك عن سؤال بخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أشار إلى أن الحضور المغربي في إفريقيا، وبشكل خاص الجولة التي يقوم بها حاليا، "لا تروق للبعض". موضحا "الكل يعترف بأننا لم ننتظر الإعلان عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي من أجل العمل والاستثمار في إفريقيا". مضيفا أن جميع الدول، سواء تعلق الأمر بالأصدقاء القدامى أو الأصدقاء الجدد، لاسيما في شرق إفريقيا، أجمعوا على دعم إعادة اندماج المغرب في الاتحاد الإفريقي. معربا عن سعادته لردود "الأفعال المؤيدة والإيجابية التي عبرت عنها البلدان المضيفة" خلال الزيارات، غير المشروطة، التي قام بها جلالته لها.

وفي معرض إشادة الملك بالقارة الإفريقية، أكد أن كل زيارة له لإفريقيا تشكل "بالنسبة لي مناسبة لربط الصلة من جديد بالساكنة الإفريقية التي أكن لها كل الإعجاب والاحترام.. إنها تعلمني الغنى الحقيقي، ألا وهو غنى القلب". مشددا على أن "المغرب وإفريقيا كيان واحد، والفصل بينهما يعد اقتلاعا للجذور، بل هو خطأ"، مؤكدا على أنه "خلال الزيارات التي أقوم بها لإفريقيا أو عبر المشاريع التي أقوم بإطلاقها بها، لا يتعلق الأمر البتة بإعطاء الدروس، بل في المقابل أقترح أن نقوم بتقاسم تجاربنا".

وقال "الأكيد أن الرهانات التي يتعين علينا رفعها في إفريقيا هي رهانات كبرى. غير أن النساء والرجال والأطفال الذين ألتقي بهم خلال زياراتي يمنحونني القوة للمواصلة". مضيفا إنهم "يشعرونني، كلهم، بالافتخار كوني إفريقيا، أن أكون كما وصفني فخامة رئيس الجمهورية "ابن البلد"".

وبعد الإشارة للزيارة التي قام بها الملك لأنتسيرابي حيث تم نفي المغفور له الملك محمد الخامس والأسرة الملكية في 1954، وصف الملك هذه الزيارة بـ "المؤثرة للغاية"، والتي قرر خلالها إطلاق مشاريع لفائدة ساكنتها، والتي تهم إحداث مركز للتكوين المهني في مجال السياحة والبناء والأشغال العمومية وتشييد مستشفى للأم والطفل، الذي سيشهد أيضا تكوين الأطر الطبية.

وفي هذا الصدد، وبغية رفع كل لبس، أكد الملك أن الشائعات التي تزعم أن هذه المشاريع لن تعود بالنفع سوى على الطائفة المسلمة "لا أساس لها من الصحة". موضحا أن "هذه المشاريع، موجهة بطبيعة الحال، لمجموع الساكنة"، مشيرا إلى أن "ملك المغرب هو أمير المؤمنين، مؤمني جميع الديانات".

وتابع الملك قائلا "الشعب الملغاشي هو شعب منفتح، شعب يمتلك قلبا نقيا. وبلدي المغرب لا يقوم البتة بحملة دعوية ولا يبحث قطعا عن فرض الإسلام". مضيفا أن الدولة المغربية تتهج إسلاما معتدلا وسمحا، مذكرا بأنه التقى بإمام مسجد محمد الخامس بأنتسيرابي، الذي سبق له زيارة المغرب والاستفادة من تكوين بـ "معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات"، المركز الذي تتطلع أعداد متزايدة من المشاركين المنحدرين من بلدان مختلفة، ليحظوا بفرصة الولوج إليه.

وسلط الملك الضوء على اتفاقيات التعاون العديدة التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة، والتي تجسد إرادة الدولة المغربية في مد يد مساعدة قوية للحكومة الملغاشية وتحسين ظروف عيش السكان.