الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

مصطفى الغديري: هذه هي الأمراض التي غرسها المخزن في الريف طوال نصف قرن

مصطفى الغديري: هذه هي الأمراض التي غرسها المخزن في الريف طوال نصف قرن

في حوار شيق خص به مصطفى الغديري، أستاذ باحث، أسبوعية "الوطن الآن" نقف على جينات الغضب بمدن الريف وتوتر العلاقة مع السلطة المركزية بشكل دائم. الباحث الغديري استعرض في حواره مسيرات الاحتجاج ضد مقتل محسن فكري وفكك تسونامي الخيبات التي باعدت بين سكان الريف والسلطة العمومية على امتداد نصف قرن. ومما قاله:

"يشهد التاريخ أن المخزن المغربي منذ الاستقلال سلط على المنطقة الشمالية المسؤولين ممن لا ضمير لهم، فغرسوا فيها جميع الأمراض الاجتماعية من تفقير وتجويع وإشاعة للنهب والرشوة. ولعل ما فعل أوفقير وزبانيته في حق الريف والريفيين وما قام به السي إدريس وأزلامه في حق المنطقة ذاتها يعتبر أبشع نموذج يذكره أبناء الريف.وسيستحضره التاريخ المعاصر. وما زالت المنطقة تؤدي ضريبة مخلفات هؤلاء وأمثالهم. والمسؤولون من المجلس الوطني لحقوق الإنسان يصرحون باستمرار بأن جبر الضرر لم يتم بعد في الريف وفي حق الريفيين.

إذن الضريبة ثقيلة على مدى ما يزيد على نصف قرن، ولا يمكن لـ 240 مليار (إن استثمر هذا المقدار فعلا في شمال المغرب) أن يمسح ما ارتكب في حق هذه المنطقة التي تمثل جزءا هاما من المغرب، والتي كان لها دور ريادي في المقاومة وتحرير الوطن من الاستعمارين الغاشمين. ويكفي أن نعلم أن ضحايا الكوارث بإقليم الحسيمة لم يعوض فيها كثير من السكان بعد، فكيف تريد من هؤلاء أن يتوقفوا على الاحتجاج أو أن يكونوا حلفاء للسلطات العمومية، وهي التي ساهمت في كل الأمراض التي يعرفها الريف؟ أليس مطلب أبناء الريف من نقل رفات البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الوطن مشروعا بل هو واجب؟ لماذا لم يستجب بعد لهذا المطلب الشعبي والوطني لدفن رفاته في مسقط رأسه؟ فلماذا يرعب ذكر الخطابي كثيرا من المسؤولين؟؟؟؟.

أما حالات الإرهاب التي ظهرت في بعض مدن الشمال ظهرت أيضا في مختلف المدن المغربية في وسطها وجنوبها وشمالها على حد سواء. ولعل الأرقام التي تصدر عن المندوبية السامية من العاطلين ومن حملة الشهادات العليا والمتوسطة يمكن أن تحدد أسباب الاحتجاجات، يضاف إليها عنصر الحكرة التي تسلطت على شمال المغرب".

(تفاصيل أوفى تقرؤونها في الحوار المرتقب نشره في العدد المقبل من أسبوعية "الوطن الآن")