الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

الصحافة السينغالية تفرد اهتماما خاصا لحدث المسيرة الخضراء

الصحافة السينغالية تفرد اهتماما خاصا لحدث المسيرة الخضراء

أفردت صحيفة (لوسولاي) السينغالية، واسعة الانتشار، حيزا إضافيا في عددها الصادر نهاية هذا الأسبوع، لاحتفال الشعب المغربي بالذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء، مبرزة “حكمة” المغفور له الحسن الثاني باعتباره “رجل سلام” عز نظيره.

وأشارت الصحيفة في مقال تحت عنوان "الراحل الحسن الثاني ملك المغرب: رجل سلام" إلى أن “استحضار حدث تاريخي مثل المسيرة الخضراء يمنح لنا فرصة إعادة استجلاء بعض الجوانب غير المعروفة في شخصية جلالة الملك الحسن الثاني".

وقال كاتب المقال، الشيخ تيديان كامارا، إن جلالة المغفور له محمد الخامس كان أب استقلال المغرب، وإن الحسن الثاني كان باني المغرب الحديث الذي نعرفه اليوم ويشغل مكانة بارزة بين الأمم.

ولفت إلى أن أحداثا ثلاثة تبرهن أن المغفور له الحسن الثاني كان “رجل سلام” ويتعلق الأمر بالمسيرة الخضراء، والنزاع العربي الإسرائيلي، والحوار بين الديانات السماوية الثلاث.

وبخصوص ملحمة المسيرة الخضراء، عادت الصحيفة إلى أكثر من أربعين عاما، وتحديدا في فجر يوم الخميس 6 نونبر من عام 1975، حين زحف 350 ألف متطوع مدني مجردين من السلاح وحاملين للقرآن والأعلام الوطنية في اتجاه دبابات ورشاشات الإسبان، مبرزة أن مسيرة الخضراء المغربية سعت إلى بلوغ هدف يتمثل في الاسترجاع السلمي للصحراء.

وبحسب الصحيفة، فإن أحد ملامح عبقرية المغفور له الحسن الثاني يتمثل في بلورته للمسيرة الخضراء التي سعت إلى الاسترجاع السلمي لصحرائه. وقد نجح في ذلك على نحو مبهر للغاية.

وعلى صعيد آخر، يتابع كاتب المقال، فلقد كان النزاع العربي الإسرائيلي سينهي آخر فصوله منذ سنة 1965، لو أن القادة العرب “أصغوا” للمغفور له الحسن الثاني.

فقد اقترح المغفور له الحسن الثاني على قادة العالم العربي الحاضرين في القمة العربية بالدار البيضاء، "الاختيار بين الحرب ضد إسرائيل قبل أن تصبح أكثر قوة، أو الشروع الفوري في مفاوضات السلام".

وفي ما يتعلق بمؤسسة إمارة المؤمنين، كتبت الصحيفة أن ملك المغرب هو قائد الدولة الوحيد في العالم الإسلامي الذي يجمع في نفس الوقت السلطتين السياسية والدينية.

وأوضحت الصحيفة أن جلالته "يحمل صفتين وهما ملك المغرب وأمير المؤمنين"، مشيرة إلى أن هذا الوضع مكن المغفور له الحسن الثاني من استيعاب أفضل "للنزاع العربي الإسرائيلي".

واعتبر كامارا أن المغفور له الحسن الثاني، كان أيضا مقتنعا بأن التقارب بين الطوائف اليهودية والمسيحية والمسلمة في إطار حوار بين الديانات لا يمكن إلا أن يعزز عملية السلام بالشرق الأوسط.

وأضاف أن المغفور له الحسن الثاني، بصفته رئيسا للجنة القدس، بادر إلى الذهاب إلى روما لزيارة قداسة البابا يوحنا بول الثاني في حاضرة الفاتيكان.

وقال إن المغفور له الحسن الثاني بذل منذ مؤتمر القمة الإسلامي بالرباط عام 1969 جهودا جبارة لإرساء تفاهم بين الديانات التوحيدية الثلاث.