قد يتحول الإحتجاج فعلا في بعض الأحيان إلى انزلاق يقول الدكتور عبد المالك أحزرير، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بمكناس. وأضاف محاورنا في اتصال مع " أنفاس بريس"، أن الاحتجاج حالة صحية في جميع الديمقراطيات في العالم وفي المجتمعات الراقية حيث لابد وأن تحدث يين الفينة والأخرى تظاهرة أو احتجاج من أجل الإفراج عن شيء غير عادي أو التعبير عن عدم الرضى عن نظام سياسي أو على برنامج اجتماعي معين أو عند تغييب بعض الشرائح المسيطر عليها في المجتمع لفائدة الفئات الغالبة ،لكن بطبيعة الحال فالإحتجاج لا بد من أن تكون له قيادة او ما يسمى ( (lepotentiel contestataire
لكن، والكلام لأحزرير، مشكلتنا في المغرب أن هنالك بعض الناس يقومون فقط بالتقليد ( l, imitation)حيث ينقادون بشكل عاطفي وراء شخص تكون له رؤيا معينة فيقلدونه وسيرون في اتجاهه دون دراسة رؤيا هذا الشخص ! وهذا ما يقع في الغالب وعندما يتم استفسار المقلدين عن رأيهم وموقفهم بل وعن موضوع وأسباب احتجاجهم يعجزون عن الجواب ولا يفهمون شيئا ، كما وقع في الدار البيضاء وفي وقفات احتجاجية أخرى وهو ما يمكن أن يفسرمعه الإحتجاج ب"العدوى " او ( (contagion
اي ما يسمى بالدارجة" الناس غير تقاسو !"وهذا حسب ما تذهب إليه نظريات سوسولوجيا الأحتجاجات ،كما أن الملاحظ في هذه الظاهرة هو عدم وجود" القيادة" كما قلت أو هي مبعثرة إن وجدت وهذا ما يؤدي بالإحتجاج إلى اكتساب طابع الفوضى. ويضيف أحزرير بأنه مما لاشك فيه لابد من استتباب النظام وهذا هو دور الدولة ومن وظائفها الضبطية خاصة عندما تكون عدوى هذه الفوضى غير متماشية لا من حيث السلوك ولا من ناحية الأخلاق ولا من ناحية القانون مع الغاية والهدف من الإحتجاج الذي يجب أن يكون منظما وعقلانيا .
وقال محاورنا أن الإحتجاج أصبح اليوم مرتبطا بالحساب والتساؤلعن ماهو الربح من الإحتجاج و ما هي الخسارة منه كذلك ، وتكون هذه المقاربة الحسابية حاضرة قبل القيام بالسلوك الإحتجاجي، بحيث لم يبق الإحتجاج متعلقا بالمسألة العاطفية أو مرتبطا بمسألة سيكولوجية الجماعة القديمة كما تناولتها بعض الدراسات. ويصيف محدثنا الآن المجتمعات المتحضرة تقوم باحتجاجات ذات بعد عقلاني نظامي ومنظم مبينا أن هذا الأمر بات يهم كل الشرائح لأنه داخل المجتمعات توجد "طبقات مخيفة "يجب الإحتراز من تهيبجها، ولذلك- يضيف أحزرير- فينبغي على جميع الشرائح والمثقفين وغيرهم من النخب أن يفهموا أن الإحتجاج يجب أن يكون بطابع رضائي منظم وعقلاني حتى لا نهيج بعض الطبقات المخيفة في المجتمع و التي قد تشكل ضررا على النظام السياسي وعلى النظام العام.
.