هارون، عيسى، موسى، صالح، هم انبياء بعثهم الله لإخراج الناس من الكفر إلى الإيمان بالله، كان ذلك منذ قرون عديدة، لكن اليوم، بأسمائهم دون صفاتهم النبوية، هم الآن بمدينة الرحمة بدار بوعزة بالدار البيضاء، هم اربعة اشقاء توائم، يكابدون من اجل ضمان تمدرسهم في ظروف معيشية صعبة..
"أنفاس بريس"، زارت هذه الأسرة، والتقت بالتوائم رفقة أمهم فوزية، ووقفت على أوضاع اجتماعية صعبة لأم تحرم نفسها، وتحاول ضمان تمدرس أبنائها..
بصعوبة بالغة تفرق بين حاملي اسماء الانبياء الاربعة، هم الآن يبلغون من العمر، 8 سنوات، رفقة شقيقتهم الصغرى سلمى، يعيشون تحت سقف واحد مع والدتهم فوزية ووالدهم احمد عكري.. الام ربة البيت، وتشتغل "صبانة عند الناس او طيابة في الحمام"، والزوج "طالب معاشو"، ليس ذنبهم انهم كانوا يحلمون يوما ما بولد او بنت تملأ البيت صراخا، فالاولاد زينة الحياة الدنيا، لكن عوض ولد، اعطاهم الله اربعة ابناء، تسترجع فوزية إحدى ايام شهر يناير من سنة 2008، عندما اخبرتها طبيبة مستوصف الحي، انها حامل بتوأم، طيلة فترة الحمل المتبقية، كانت تقتني من كل قطعة لباس اثنين، ومن الاحذية اثنين، ومن الحفاظات اثنين، لكن عند الوضع فوجأت بانها ام لأربعة ابناء، امتزجت مشاعر الفرح والسرور بمشاعر الحسرة والتوجس من المستقبل، "حمدت الله تعالى ورضيت بما وهبني الله، واطلقت عليهم اسماء الانبياء الاربعة، لعلهم يبلغون هدفهم في الحياة رغم كل الصعوبات"، تقول الام فوزية..
تجاوزت اسرة "الانبياء الاربعة"، محنة ليكوش والحليب خلال السنتين الاولتين، فكل سنة تكاليفها، وعانت الاسرة الامرين، من اجل ضمان عيش التوائم، لتبقى لمرحلة التمدرس، خصوصية اخرى، سواء من حيث ارتفاع ثمن الألبسة المناسبة لأعمارهم، او تكاليف تمدرسهم، وكذا لمتابعة دراستهم، فالوالدين اميين، ويجدان صعوبة كبيرة في متابعة التحصيل الدراسي لاربعة تلاميذ يدرسون في مستوى الثالث ابتدائي، بمدرسة عقبة بن نافع، بتراب مدينة الرحمة، إلى جانب ضيق ذات اليد، "لايهمني المعيش اليومي، كيف ماكان الحال، احنا عايشين باش ما اعطى الله، لكن ما يقلقني هو مسارهم الدراسي، واخاف يوما ان ينقطعوا عن الدراسة في واقع صعب"، تقول الأم فوزية، مضيفة، "من خلال منبركم اوجه نداء إلى المحسنين بان يتبنوا اطفالي دراسيا، هذا كل ما اتمنى، مايعطيوني حتى حاجة، يتكلفوا غير بالكتب المدرسية والدعم لاوليداتي، ما بغيتهومش يضيعو، خصوصا وانا الاحظ قريحتهم للدراسة، واجد نفسي في وضعية صعبة امامهم، عندما يطلبون مني مراجعة الدروس معهم او إنجاز بعض التمارين المنزلية.."
كانت الساعة تشير إلى الواحدة إلا ربع زوالا، عندما كان حاملو اسماء "الأنبياء الاربعة"، يستعدون للتوجه لمدرسة عقبة بن نافع، يذهبون ويعودون رفقة والدتهم، تركناهم على أمل ان يجد نداء الأم فوزية، استجابة من ذوي القلوب الرحيمة او احد رجال او نساء التعليم، لكي يدعمهم دراسيا، للتذكير فرقم هاتف الام هو: 0670652435
