Thursday 15 May 2025
مجتمع

الحيمري يبعث رسالة إلى الحاجة خديجة الشاوي المانوزي، وهذا ما قاله فيها

الحيمري يبعث رسالة إلى الحاجة خديجة الشاوي المانوزي، وهذا ما قاله فيها

الحاجة خديجة الشاوي أيقونة النضال، المنحدرة من منطقة مشهود لها بالنضال أنجبت رجالا قاوموا المستعمر، وكتبوا بمداد الفخر صفحات ستبقى ترددها أجيال.. الحاجة خديجة المجاهدة المناضلة، المثابرة، الصامدة، كل المفردات التي تعبر عن شموخك قليلة في حقك، رغم المرض الذي ألم بك، ورغم معاناتك لفراق رفيق دربك سي علي المانوزي الذي كان يواسيك باستمرار عندما تطرحين السؤال المتكرر: متى سيعود الحسين؟ هل فعلا استشهد دون أن يودع، دون أن يقبل يدي كما اعتاد أن يفعل؟ سي علي، هل فعلا امتدت له يد الغدر، لأنه كان عفيفا، كان شريفا، بل شهما لم ينبطح كما ينبطح العديد في يومنا؟

الحاجة التي تعاني، بسبب الغياب الاضطراري الأبدي لسي علي، يئست من تكرار السؤال، لأنها تأكدت بأن لا أحد قد يجيبها عن السؤال.. فقط الأحفاد الذين تكاثروا يخففون عنها الألم ووحدة المصير.. تنسى قليلا لكن ما تلبث أن تعود للبحث عن المصير المجهول لابن اسمه الحسين، لم يلد ولم يخلف ولم يترك وريثا.. ما زالت تتطلع الحاجة فاطمة ليأتيها خبرا يؤكد حياته، أو اغتياله.. لم تعد تتطلع لمحاسبة ومحاكمة ومعاقبة المجرم لأنه التحق بالحسين إلى الرفيق الأعلى.. الحسين ينعم في جنة فيحاء، والمسؤول عن إزهاق روحه في جهنم  وساء سعيرا...

أيها المسؤولون عن أرواح شهداء سقطوا ولم يعرف لهم مصير، متى تستيقظوا من غفلة طالت لتكشفوا عن الحقيقة عن شهداء سقطوا، وتفرجوا عن رفاتهم...

أيها المسؤولون عن المئات ذوي المصير المجهول، أيقونة النضال الحاجة خديجة الشاوي توجه نداءها الأخير من أجل طَي صفحة سوداء من تاريخ المغرب ولوضع حد لمعاناة طالت، لتزرعوا الأمل فينا، وتردوا الاعتبار لأبنائنا، فكلهم من طينة سي عبد الرحمان اليوسفي وآيت يدر وسعيد بونعلات، كلهم ناضلوا من أجل الغد الذي نحلم به جميعا، كلهم كانوا يتطلعون لمغرب تسود فيه العدالة الاجتماعية، كلهم كانوا يحلمون بالمستقبل الذي يغيب فيه القمع والترهيب وسفك الدماء.

أيها المسؤولون عن التاريخ وعن سجلات المعتقلين والشهداء ومجهولي المصير، حققوا الأمل الأخير للحاجة فاطمة ورفاق درب الحسين الذين غادروا قبل أن يخبروا بتاريخ الرحيل..

رفيقة سي علي المانوزي تعبت من توجيه ندائها إليكم لتكشفوا عن الحقيقة، حقيقة المصير المجهول للحسين بن علي.

فهل لكم ضمير..

تحية إكبار وإجلال للحاجة ولعائلة الحاج علي رحمه الله...

آل المانوزي أنتم في قلوبنا، ونحن معكم صامدون من أجل الكشف عن حقيقة ومصير  الحسين المانوزي...