Tuesday 17 June 2025
سياسة

محمد البهيج: على الفاعل السياسي اليساري رد الاعتبار والمصداقية للعمل السياسي

محمد البهيج: على الفاعل السياسي اليساري رد الاعتبار والمصداقية للعمل السياسي

في سؤال طرحته "أنفاس بريس" على الأستاذ محمد البهيج، الفاعل النقابي والسياسي والحقوقي، يتعلق بالتفكير في خارطة الطريق لمستقبل المشهد السياسي المغربي، وكذا البدائل الممكنة، انطلاقا من حصيلة استحقاقا السابع من أكتوبر، وكذا الخطوط العريضة لاستراتيجية تجميع قوى الصف الديمقراطي الحداثي، وكيف يمكن الاشتغال في أفق تصالح سياسي بين كل مكوناته  في أفق 2021؟؟ في ما يلي نص جوابه عن السؤال:

"إن النتائج النهائية لاستحقاقات 7 أكتوبر2016، والتي أصبحت شبه مؤكدة، بوأت حزب العدالة والتنمية كقوة انتخابية لا كقوة سياسية للمرة الثانية. نفس الشيء ينطبق على حزب الجرار.. وهي نتائج لها مجموعة من المرتكزات والهفوات التي يعيشها الواقع السياسي المغربي، والتي انعكست في مجملها على مجمل النتائج عبر التراب الوطني.. الفاعل السياسي اليوم، وأنا أقصد اليسار بالخصوص، مطالب بأن يلعب دورا أساسيا من أجل رد الاعتبار للعمل السياسي وإعطائه نوعا من المصداقية لعمل مؤسساته الحزبية عبر خلق آليات شفافة وديمقراطية في اختيار أجهزته التقريرية ورد الاعتبار لشبابه وشباته من خلال تحميلهم المسؤولية والإنصات لمشاكلهم التي تُعتبر مشاكل المجتمع الحقيقية وتجميع المناضلين الأوفياء والصادقين وعدم تهميشهم وتوسيع آليات العمل عبر خلق مؤسسات موازية تعنى بمشاكل وهموم المواطن البسيط في كل حياته اليومية.

فبغض النظر عن النتائج المحصل عليها من خلال استحقاقات 7 أكتوبر، يبدو أن فيدرالية اليسار الديمقراطي قد تركت انطباعا أخلاقيا من خلال خطابها الذي روجت له طيلة الحملة الانتخابية وأظهرت للمواطن الواعي قُدرات هائلة في استغوار طموحات الشعب المغربي، كونها تمثل بديلا حقيقيا للخطابات المُبتذلة لكل من الأصولية والحداثة المخزنية.. وتبقى انتظاراتنا متطلعة لما قد يحدث في القادم من الأيام من خلال تشريح واقعي وتحليل سياسي لما حدث والذي لم يكن متوقعا من طرف الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، والعمل على تفكيك مضامين اللعبة التي أفقدتهم مقاعد مهمة كانوا يحظون بها سابقا.

فاليسار بشكل عام لا بد له من مراجعة شاملة لطرق اشتغاله وكيفية تدبيره لعمله السياسي والتنظيمي، وتقديم تنازلات لبعضه البعض من أجل استشراف المستقبل لخدمة قضايا البلد وقضايا المواطنين التي تراجعت بشكل كبير بعد تأكيد مسارات دستور 2011 وتشكيل حكومة بنكيران بروافدها المخزنية، وهو ما يقتضي منهم اتخاذ موقف صارم من عدم الدخول في هذه الحكومة انطلاقا من مواقفهم السابقة -خصوصا حزب عبد الرحيم بوعبيد- والعمل على بناء معارضة قوية تُعيد الاعتبار للمؤسسات التشريعية والتنفيذية وتبني قضايا الجماهير الحقيقية والدفاع عنها باستماتة وإلهام حماس الجماهير التواقة إلى التغيير الحقيقي.

فنسبة المشاركة الضعيفة يجب أن تزيدهم قوة لبناء الذات انطلاقا من قرارات مستقلة عن الدولة. كما أعتبر اليوم، أن اللحظة مواتية لفيدرالية اليسار للدفع بعملية الاندماج ونفض كل الشوائب التي تقتات على هذا التأخير، وإعطاء دينامية للفروع والأقاليم للاشتغال في أفق تحقيق الحلم اليساري الكبير. وهو المشروع الذي نتوخى ولادته ورعايته لـتأكيد حضورنا وتوسيع عرضنا السياسي من خلال كل القنوات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية عبر برامج وأنشطة دائمة لتحريك الجامد وبعث الحياة من جديد فيمن يحتضر".