Thursday 15 May 2025
مجتمع

على القائمين بشؤون تزيين مداخل مراكش الانتباه حتى لا تذهب صفقات الأغراس سدى

على القائمين بشؤون تزيين مداخل مراكش الانتباه حتى لا تذهب صفقات الأغراس سدى

مشاهد مقززة تستفزك وأنت تتابع كيف تباشر جهات معينة غرس أشجار النخيل ذات طول يتعدى خمسة أمتار بالشارع الرئيسي لمدينة تامنصورت القريبة من مدينة مراكش السياحية، والسبب هو أن من يتحمل مسئولية متابعة ومراقبة الخدمات البيئية المرتبطة بالحزام الأخضر بتامنصورت خارج التغطية ولا يهمه إن عاشت أو ماتت حدائق الشارع وأشجاره، وإلا كيف نفسر اصفرار أشجار الزيتون المغروسة سابقا هناك وجفاف حفرها؟

ـ من سيعتني بنخيل تامنصورت؟

إن احتمال موت أشجار النخيل التي يتم اليوم غرسها هناك وارد بنسبة 90%، لأن الإهمال وعدم إيلاء أهمية للجانب البيئي بالمنطقة من طرف المسئولين هو القاسم المشترك بينهم جميعا. وعودة لشجر النخيل فإن النخلة الواحدة يقدر ثمنها على الأقل ب 5000,00 درهم، مما تتطلب مصاريف باهظة لغرس العشرات من النخيل على طول جنبات شارع تامنصورت حتى تظهر المدينة في حلة "البهجة" وتعطي ذلك الامتداد المجالي لمراكش. لكن السؤال هو من سيتابع ويواكب العناية اليومية واللصيقة التي يتطلبها النخيل؟ من سيسقيه ماء؟ ومن سيراقب نموه؟ هي أسئلة وأخرى نطرحها لعل وعسى أن ينتبه القائمون على شؤون تزيين مداخل مراكش حتى لا تذهب صفقات الأغراس سدى؟؟

ـ أجي نعاودو الكودرون في منطقة النخيل:

"علاش المسئولين عندنا ما كيخدموش بالمعقول، علاش كيتسناو حتى تجي شي تظاهرة عاد يبداو يجريوا".. نعم هناك حركة متسارعة لربح الوقت في تجديد بنية مراكش الاستقبالية لاحتضان مؤتمر المناخ "كوب 22"، لكن السؤال أعلاه الذي يطرحه عامة المراكشيون في لقاءاتهم يحيلنا على سؤال آخر، هو ما جدوى الحديث عن مفاهيم الجودة والحكامة والتخطيط وحسن التدبير إلى ما ذلك من مصطلحات يشنف بها مسامعنا كل من يدبر الشأن الوطني أو الجهوي والمحلي؟ والغريب في ما يقع بأرض سبعة رجال هو أن هناك صفقات عشوائية تمنح لبعض الشركات لإنفاق المال السايب، ومثالا على ذلك: الأشغال الزائدة التي تعرفها منطقة النخيل والمرتبطة بتزفيت شوارعها بعد اقتلاع "زفتها" وإعادة طبقات جديدة من الزفت، ليبقى شعار التزفيت علامة بارزة في صفقات مدينة السياحة والبيئة.

ـ الطريق بين المطرحين تحتاج للتوسيع:

قوافل من الشاحنات الضخمة تصادفك ليل نهار وأنت على الطريق المؤدية لمدخل مدينة مراكش وهي محملة بأطنان النفايات التي يتم نقلها من مطرح المدينة إلى المطرح الجديد بقطارة، لكن هذه العملية لم يصاحبها تخطيط في ضمان سلامة العابرين لذات الطريق وخصوصا أصحاب الدراجات النارية المتوجهين من قطارة إلى مراكش أو العكس، حيث وجب التفكير في إحداث ممرات خاصة بتلك الدراجات النارية مع تزايد عدد شاحنات نقل النفايات فضلا عن السيارات والحافلات ووسائل نقل أخرى التي تسابق الوقت كل يوم بذات الطريق.

هي قرارات كثيرة تتخذ في إطار الاستعداد لاحتضان مؤتمر المناخ بمراكش، وأوراش مهمة فتحت من أجل توفير سبل وشروط السياحة والبيئة، وجلب المستثمرين، وإعطاء صورة مميزة عن المغرب، لكن هناك أيضا ارتجالية وعشوائية يتخبط فيها البعض جراء عامل الكسل والتقاعس واللامبالاة، ألم يقل المغاربة أن "عرس نهار تدبيرو عام"؟؟؟