في عز الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يعيشها المغرب، وفي عز نجاح المقاطعة الراقية للشعب المغربي الراقي والمسالم، والذي استغلته النخب السياسية الفاشلة المرتزقة، عبر الحكومات المتعاقبة على الحكم، والتي أبدعت في نهب خيرات الوطن والمواطنين بالنصب والاحتيال على الشعب بواسطة صناديق الاقتراع المزورة وغير الشفافة، حسب التصريحات الصادرة عن هذه النخب، ومنها وإليها، منذ أكثر من خمسين سنة، وظلت هكذا تضحك على الشعب في إطار ما تسمى الأحزاب والنقابات والمؤسسات.
في عز كل ذلك، شهد المغرب مجموعة من الأحداث والمعارك، التي قادتها مجموعة من المناضلات والمناضلين، بحسن النية، متشبثين بقناعتهم بالمبادئ والقيم التي روجتها تلك الأحزاب بهتانا، وتدعي فيها النضال من أجل مصالح الجماهير الشعبية والثقة العفوية التي منحها المناضلون الشرفاء في القيادات التي كانت تؤطرهم نهارا، بينما كانت تلك القيادات تتآمر عليهم ليلا، للجز بهم في السجون والمعتقلات، حتى دفع بعضهم إلى الهروب خارج الوطن.
قيادات دافعت كي يلج أبناؤها أرقى المدارس والمعاهد داخل وخارج أرض الوطن، وتهيئها للحصول على الشواهد لضمان مصالحها والاستمرار في التحكم في مصير هذا الشعب، الذي عانى الظلم والفقر من طرف هؤلاء النخب الفاسدة والفاشلة في تدبير شؤون المواطنين، والتي لم تنجح سوى في نهب خيراته.
واليوم بعد التغيير والتطور الذي عرفه العالم في السنوات الأخيرة، وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعة وصول المعلومة، لم تفهم هذه النخب بأن هذا التغيير والتطور حقيقي وفاجأهم، بحيث لم تستطع معه تلك النخب تطوير أساليبها في النصب والاحتيال على الشعب، بعدما "عاق" بهم، واستمرت تلك النخب في غيها وغبائها أمام المقاطعة الرمزية الحضارية التي تشارك فيها جل شرائح المجتمع المغربي، وأثبتت نجاحها بكل المقاييس، ولم تستفد تلك النخب الفاسدة من هذا الدرس الراقي في المواطنة، الذي لقنه لها شعب صبر أكثر من خمسة عقود.
وخرجت هذه النخب البئيسة تخاطب وتتهم المقاطعين بأوصاف تدل على ضعفها وغبائها وعجزها على الخلق والإبداع للاستجابة لمطالب المقاطعين، والذين سيطورون هذا الشكل النضالي الراقي والحضاري والمدمر للمفسدين والمحتكرين.
ومن هنا نطرح مجموعة من الأسئلة:
- أين حكماء الوطن؟
- هل التعنت والتخوين والسب الممارس على المقاطعين هو الحل وجواب المفسدين على انتظارات الشعب؟