الجمعة 1 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حميد العماري: طرفاية نور الوحدة شعار يجسد قوة وآفاق الطاقات المتجددة في المغرب

حميد العماري: طرفاية نور الوحدة شعار يجسد قوة وآفاق الطاقات المتجددة في المغرب حميد العماري، أستاذ باحث بكلية العلوم والتقنيات - جامعة الحسن الأول سطات -

في مقال سابق نشر بـ"أنفاس بريس" تطرقنا إلى الطاقات المتجددة وأبرزنا كيف أصبحت من الأوراش الكبرى لخدمة الإقتصاد الأخضر في المغرب وفق إستراتيجية وطنية تنهجها المملكة في الفترة مابين 2008 و2030 لقطاع الطاقة، وفي هذا المقال أو الجزء الثاني سنحاول تفكيك شعار "طرفاية نور الوحدة"من خلال مكوناته الثلاث وكيف تجسد جميعها قوة وآفاق الطاقات المتجددة في المغرب:

يعد المغرب طرفا مهما يشارك الأطراف الأخرى في جميع مؤتمرات الأطراف التي تنظمها الأمم المتحدة دورياً بشأن المناخ. فالمغرب عضو إستراتيجي في هذا المجال، فكان المغرب منظما لهذه المؤتمرات في مناسبتين حيث عقد السابع منها في مراكش بين 29 أكتوبر و10 نوفمبر من عام 2001 و "كوب 22" الذي عقد في مراكش من 7 إلى 18 نوفمبر2016. طرف المغرب هي آية من نوعها لأن العلامة العظيمة (آية) لمشاركته هي أنه استند في تطوير الطاقات المتجددة واقتصاده الأخضر والنظيف على الحقائق و ليس فقط على كلمات أو حبر على ورق. وكما ذكرناه في مقال سالف، فإن هذه الإستراتيجية تتعلق أساسًا بتطوير ثلاث قطاعات: الطاقة الكهرمائية، الطاقة الريحية والطاقة الشمسية؛ وهي من بين أهم القطاعات في إفريقيا والعالم. وبالتالي، فإن حجم الطاقات المتجددة في المغرب له عدة نطاقات وأبعاد وطنية، إفريقية وعالمية؛ حيث أن المشاريع الثلاثة الرئيسية التي تمثل الركائز الثلاث للطاقة المتجددة والطاقات الخضراء والنظيفة في المغرب هي من أقوى وأعظم ما يكون حيث يمكن القول بأن المملكة المغربية تحتفظ بكل السجلات المتعلقة بالطاقات المتجددة، الريحية منها والشمسية والهيدرومائية كما نلخص ذلك على النحو التالي:

فأكبر حقل توربينات الرياح بإفريقيا هو ذلك المسمى والموجود بطرفاية

أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم تسمى نور

أكبر سد مغربي وهو المسمى الوحدة

يمكن أن ترمز هذه القوة والعظمة إلى الجملة التالية الهامة جدًا: طرفاية نور الوحدة. قوة وعظمة الطاقات المتجددة في المغرب تقولها إذن للعلن وبصراحة بأن طرفاية نور الوحدة.

ما يمكن تلخيصه بالقول إن مدينة طرفاية، التي تمثل مكانًا لا رجعة فيه لوحدة التراب الوطني، كانت وستظل دائمًا بفضل من الله وعونه، صلة للرحم، منبع للجهوية المتقدمة ووحدة بين شمال المغرب وجنوبه: هذه الكلمة طرفاية مكونة من طرف و آية كما ذكرناه سابقا.

في مدينة طرفاية تم تسجيل أول موكب لإنطلاق المسيرة الخضراء حيث أخذ مكانه قبل 43 سنة (1975). وفي طرفاية أيضا بدأ في 2014 أول موكب لإنطلاق الإقتصاد الأخضر وأكبر حقل لتوربينات الرياح في إفريقيا للطاقة الخضراء بالمملكة المغربية؛ وهكذا نجتازحقبة المسيرة الخضراء، حيث تعدى تدفق البشر فيها أكثر من 300 ألف شخص (بالضبط 350000) لنصل إلى حقبة الاقتصاد الأخضر على أساس الطاقة الخضراء، وتدفق الهواء الكبير الذي تتجاوز طاقته المولدة 300 ألف كيلوواط (بالضبط 310000 كيلوواط في عام 2018). وما كان ليكون ... لو لم يكن كذلك بمشيئة من الله. إنه أكبر حقل للطاقة الريحية في أفريقيا بسعة تزيد عن 300 ميجاوات. 350000 هو أيضا تقريبا عدد الساعات التي تفرق بين إنطلاق المسيرة الخضراء والإقتصاد الأخضر في طرفاية. ولذلك فإن الجملة المذكورة أعلاه ، طرفاية نور الوحدة ، تأخذ جميع أشكالها ونطاقها لتوضيح جميل للإنتقال من المسيرة الخضراء إلى الاقتصاد الأخضر. إنها ثورة خضراء أقامها المغرب بحكمة عظيمة رغم كل الصعوبات.

حجم الطاقات المتجددة في المغرب رمز الوحدة الوطنية ليس مصادفة، بل هي حقيقة كما يفسر بقية هذا المقال:

دعونا نعود إلى العبارة لعظمة وقوة الطاقات المتجددة في المغرب: طرفاية نور الوحدة.

هذه الجملة تتكون من الكلمات الثلاث التالية:

الوحدة

طرفاية

نـور

من هذه الكلمات الثلاث، يمكننا استخلاص ما هو محدد بـالأربع ألوان (الأخضر، الأزرق، الأحمروالبنفسجي)، مما يعطي:

الـوطن

وحدة

راية

رف

والتي يمكن قراءتها: رفراية وحدة الوطن

طرفاية نور الوحدة، إذن هي رمز للوحدة بين شمال المغرب وجنوبه ، نقطة البداية للمسيرة الخضراء، هي أيضاً نقطة البداية للاقتصاد الأخضر. هو الموقع الجغرافي ذاته الذي رفت فيه راية الوحدة الوطنية في عام 1975 وما زالت ترف من مسيرة خضراء مستدامة إلى اقتصاد أخضر مستدام. كان لهذا التطور في الاقتصاد الأخضر في جميع جهات المملكة ردود فعل إيجابية للغاية من جميع أنحاء العالم. وهذا ما تؤكده الجوائز "الخضراء" الكثيرة التي حصلت عليها المملكة والمواقف الإيجابية للأمم المتحدة لصالح المغرب.

أما بالنسبة لخصوم الوحدة الوطنية، الذين يلعبون بالكلمات أثناء الحديث عن الصحراء الغربية، ، هل نسوا بأن كلمة "المغرب" ليست سوى اختصار لـ-المغرب الأقصى. فكلمة "أوكسيدنتال" هي عبارة جامعة وموحدة بين المغرب وصحرائه وليس العكس.