اختار عبد الالاه بنكيران،رئيس الحكومة، أن يخلق الحدث بالتشغيب في صلاة عيد الأضحى. هذا ما لاحظه المتتبعون؛ فقد اختارعلى غيرعادته أن يترك مساحة/ فجوة بينه وبين أمير المؤمنين،كما اختار شروعه في الصلاة بالقبض قبل تداركه لذلك.
ولعل هذه الاختيارات تغري بقراءة سيمياء هذا المشهد الفريد في آخر صلاة للعيد برسم الحكومة الحالية.
1 - إن الفجوة التي تركها رئيس الحكومة بينه وبين الملك،تعبر من جهة عن الحالة النفسية السيئة لبنكيران تجاه رئيسه. كما تعبر من جهة أخرى عن التمهيد العملي لقيامة او قومة او عصيان بنكيران المرتقب، بدعوى محاربة "التحكم".
إذن تعبر تلك الفجوة التي اختارها بنكيران عن وعي، بينه وبين الملك،عن القطيعة السيكولوجية،والوظيفية بينهما،فكان بذلك في موقع البادىء أظلم .
فضاع بذلك حلم المغاربة أن يروا رئيس حكومتهم في تعامله مع مختلف الفرقاء -بما في ذلك تعامله مع رئيس الدولة - من موقع البادىء أكرم!
2 - لقد درج رئيس الحكومة في الصلاة إلى جنب أمير المؤمنين، إما أن يعلن اختلافه معه، بالصلاة بالقبض، أو التلاعب بهيئة الصلاة؛ حيث يصلي ركعة بالقبض وأخرى بالسدل؛ بحيث لم يشأ أن يتعلم طوال ولايته الحكومية رمزية المذهب المالكي في هذا الباب.
وهو بهذا التشويش ،يمثل بموقعه الرسمي ، سابقة على طريق المساس العملي والعلني، بمرجعية إمارة المؤمنين.
وعلى فرض أن لرئيس الحكومة اختيارا مذهبيا آخر، فإن موقعه الرسمي، لا يسمح بذلك، ناهيك عن أنه عندنا في المذهب، أن الإمام يرفع الخلاف، حتى في الاجتهادات الشخصية.
لذلك فرسالة بنكيران في صلاة عيد الأضحى، هي بمثابة إعلان حرب. من هنا وجب الاستعداد لقيامة بنكيران.نحن لا نبالغ ،وقد عبر بنفسه عن "شهادة" ابن تيمية التي تسري في أوصاله!