المدى الإعلامي الذي اتخذته تدوينة شيخ التكفيريين محمد الفيزازي، في شأن حزب العدالة والتنمية، حملته على التبرؤ منها، بدعوى اختراق صفحته على الفايسبوك من طرف الآكلين الثوم بفمه.
حيث ادعى الفيزازي أن هذه الصفحة مزورة وأن أصحابها يمررون رسائلهم باسمه، وهي بعيدة عما يدعيه بمنهجه "الوسطي المعتدل".
تقول هذه التدوينة المتراجع عنها: "حزب العدالة والتنمية في تصوري، سيفقد الكثير الكثير من مواقعه، وسيندم على مواقفه المهزومة في عدة محطات..أظن أن الناس أصبحوا ينظرون إليه بعين غير العين التي كانوا ينظرون بها إليه في السابق..المغاربة يريدون حزبا قويا، وله مواقف قوية، وله كرامة في عهوده، فإذا عاهد وفى، فهذا الذي ألاحظه والله أعلم ".
ويأتي هذا التراجع عقب إصدار وزير الأوقاف في 5 شتنبر 2016، تذكيرا بحياد المساجد والقائمين عليها في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وهكذا وضع تذكير وزير الأوقاف للقيمين الدينيين، حدا لانتهازية الخطيب الفيزازي، الذي بدأ يمتهن التسول السياسي من موقعه كفاعل ديني.
وكان الفيزازي عقب فوز العدالة والتنمية في استحقاقات 2011، قد اعتبر هذا الحزب "أفضل حزب في المغرب المعاصر"، من حيث المرجعية، والانضباط، والأطر، والصبر، وقوة التنظيم، ونظافة اليد، والاعتدال في الخطاب، والتغلغل في المجتمع.
وزاد على هذا الإطراء، بأن عدد مناقب بنكيران، وزكاه لرئاسة الحكومة.
ومع ذلك لم ينفع الفيزازي هذا التزلف للحزب الحاكم، فيمم وجهه صوب المعارضة نحو حزبي الاستقلال والاتحاد، ولم ينفعه ذلك أيضا.
وهذه المرة وهو يتطلع بتدوينته، إلى حزب قوي على أنقاض الحزب الحاكم، للتسول لديه، ذكره وزير الأوقاف من خلال مذكرته، بأنه قيم ديني عليه بالتزام الحياد أمام كل الفرقاء السياسين، فما كان منه إلا التراجع عن هذه التدوينة، وهو يستغفل ذكاء المواطنين.
ليت وزير الاوقاف يذكر شيخ التكفيريين بالكف عن تشقيق قلوب مخالفيه وسبهم.
فمسلك الخطيب الفيزازي، يتنافى والسمت المفترض في خطباء الجمعة، على منهج الوسطية والاعتدال، وعبير مسك الكلمة الطيبة!