الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عمر بن اعمارة:نريد حلولا وكفى

عمر بن اعمارة:نريد حلولا وكفى عمر بن اعمارة
 
تعبنا من كل الخطابات:هوياتية، قومية،ليبرالية،اجتماعية،اشتراكية،إسلامية...
سئمنا من كل الوعود :القصيرة المدى،المتوسطة المدى،البعيدة المدى...
شبعنا من كل البرامج :التنموية،التقويمية،الإصلاحية...
مللنا من كل الاقتراحات :البرلمانية،الحكومية...
استنزفتنا كل المشاريع :التنمية القروية،إصلاح التعليم،الجهوية ثم الجهوية الموسعة...
أعفونا من كثرة المناظرات حول:السكن،الشغل،الصحة،التعليم،الجهوية،التنمية،السياحة...
لم تعد الديماغوجيات بكل أصنافها تدمغنا بعد أن شبعنا وتشبعنا.
سئمنا من التكرار والاجترار،مللنا من الحلول الترقيعية، التلفيقية،اللامجدية واللامفيدة.
واقعنا مكتظ ومثقل وهو يصرخ من كثرة المشاكل والإشكالات المستعصية.
دعونا من منطق :خلق المشاكل الوهمية والبحث لها عن الحلول.
تعبنا من النقاشات اللامفيدة واللامنتجة والولاية كأوصياء على الناس،دعوا الناس وشأنها، من أراد أن يتعرى فليفعل، فقط أدعوا الله في قلوبكم أن يستره فالحرارة والبرودة تتكفلان بالجميع ،من أراد أن يتحجب فليفعل، فقط قولوا في قرارة أنفسكم إنها الحرية الفردية،من أراد أن يحف شعر دقنه فليعمل، ومن أراد أن يعف على لحيته حتى يكنس بها الأرض فليصنع،من أراد أن يصوم أطلبوا من الله أن يعينه في صيامه ،ومن أراد أن يفطر سرا أو جهرا أطلبوا له الهداية من الله في قلوبكم فقط، فكلنا مؤمنون ضعفاء،والإشكال ليس هنا. ابحثوا عنه في البطون الجائعة والأجساد المريضة والأسرالتي تفترش الأرض وتتغطى بالسماء والأمية المنتشرة والحسابات البنكية المملوءة عن آخرها حتى فاضت إلى خارج الوطن.
كل الخطابات استهلكناها، كل البرامج طبقناها، كل الخطط استوردناها، كل النماذج استوحينا منها، كل الطروحات استوعبناها، فإلى متى سنبقى مجرد مختبر مفتوح لكل التجارب ؟.
أين مفكرونا الإستراتيجيون ؟،أين خبراؤنا الاقتصاديون ؟ أين علماؤنا السوسيولوجيون ؟ أين فقهاؤنا المجددون ؟.
كرهنا كل الجمل التي تدل على المستقبل،وأتعبتنا كل الأفعال التي تبتدئ بالسين:( سوف،سَنَرى،سَنَنْظُرْ،سَنُراقِبْ،سَنُخَطِطْ،سنبرمج،سنعمل،سنشتغل،سنوفر،سنبني،سننفذ،سننجز،سننتج، سنشغل،سنشيد،سنحسن...).
لماذا استوطننا كل هذا الكم من الارتجال حتى لم يعد لنا ما نرتجله بعد اليوم :( سياسات ارتجالية،برامج ارتجالية،خطط ارتجالية،نماذج ارتجالية...)؟. كل الاعتبارات استحضرناها إلا اعتبار الوطن فوق أي اعتبار،كل السياسات طبقناها إلا سياسة المصلحة العامة كمبدأ غير قابل للتفاوض.
الفساد استشرى فينا حتى استحيى هو بدلا منا نحن، إذ لم يعد يطيق أن يعيش بيننا، لقد أراد أن يرحل إلى دول أخرى،لقد اشتاق لزيارة الدول الإسكندنافية وأن يعيش تجارب جديدة مع: السويد والنرويج والدانمارك ... أحب أن يرى حكاما ومسؤولين وشعوبا أخرى غيرنا، لقد سئم ومل منا نحن الذين استهلكناه حتى استنزفناه لذلك أراد أن يرتاح بعيدا عنا.