Monday 9 June 2025
سياسة

بنكيران: عززت لائحة مرشحينا بالمرتزقة لأسجل الأهداف في مرمى بلا حراسة

بنكيران: عززت لائحة مرشحينا بالمرتزقة لأسجل الأهداف في مرمى بلا حراسة

من محاسن الصدف أن "الميركاتو" الصيفي في كرة القدم تزامن مع "ميركاتو" الانتخابات. بينما فاخر المدرب الجديد للرجاء البيضاوي يسابق الزمن لانتداب أمهر اللاعبين لضمهم إلى القلعة الخضراء التي تعيش في أزمة مالية خانقة لإشعال المنافسة في بورصة "الميركاتو"، يأمل بنكيران ويمني نفسه أن تكون انتداباته في "ميركاتو الانتخابات" قوية وصادمة لمنافسيه.

عنصر المفاجأة نجح بنكيران في خلقه من خلال انتدابه لـ"مدافع" قوي يلعب بـ"خشونة" هو الشيخ حماد القباج الذي تصدّر لائحة جليز- النخيل بمراكش. القباج القادم من قريق "الخفافيش السوداء" لا يعرف معنى للروح الرياضية واللعب النظيف، يستغل الدين لتسجيل الأهداف في مرمى خصومه ومن حالات الشرود وفي غفلة عن "الحكّام". مثل هذا "اللاعب" الذي كان خارج كل توقعات المحللين سيخلط كل خطط مدربي الفرق المنافسة، خاصة حزب البام الذي وجد نفسه في مواجهة "قطب متجمد" بلا حرارة إنسانية، و"صخرة" تصدّ كل أشكال "التعايش"، و"بوق" للكراهية والتطرف. مثل هذا "الخفّاش" الذي تعشعش تحت إبطه العشرات من صغار "الخفافيش" سيجعل سماء ملعب مراكش الكبير لا ترى ضوء النهار، وستعيش معه مدينة البهجة شتاء طويلا لا مكان فيه للربيع.
لاعب آخر سيراهن عليه بنكيران، المدرب الذي يملك "البصيرة" و"الخبث" التاكتيكي ويقرأ أفكار الخصم، هو نجيب الوزاني "ميسي" فرقة "العهد الديمقراطي" التي كانت تتذيّل ترتيب البطولة. ففي "انتقال حر" اختار عميد "العهد الديمقراطي" أن يقدم أوراق اعتماده لفريق "العدالة والتنمية" وثمن الصفقة هو تصدر لائحة العدالة والتنمية بالحسيمة لمواجهة "رونالدونات" فريق البّام... وسيلعب كقلب هجوم، وهو المركز الذي يشكو فيه فريق "الذئاب الملتحية" من الخصاص.
قارئة الفنجان لم تتكهن بانتداب نجيب الوزاني إلى صفوف العدالة والتنمية، خاصة وأنه هو ربّان سفينة "العهد الديمقراطي"، لكن ربما الإغراءات كانت قوية ليخون "العهد" ويغتال "الديمقراطية"، ليرتمي في حضن بنكيران الذي يرمم صفوف فريقه من "شتات" الأحزاب و"منابر" المساجد. فالمعركة القادمة هي معركة لـ"كسر العظام" وصراع "حياة" أو "موت" لا مكان فيه للانتماءات الإيديولوجية أو الولاءات الحزبية أو الديمقراطية الداخلية التي كان يطبّل بها بنكيران. "الديمقراطية" و"التغيير" مثل "محاربة الفساد" شعارات تكتب بمداد "النفاق" على ورق للاستهلاك سرعان ما تقضمها الفئران بعد نهاية الانتخابات.
بنكيران يقوم بتجييش فرسانه بـ"المرتزقة" خارج قلاع حزبه، ولا يستبعد المحللون أن يستنجد حتى بـ"الشياطين"، لأن ما يهمه هو "المقعد" وليس "الجالس" على المعقد وما يحمله من فكر. البرلمان هي الأصابع العمياء والخرساء التي ترفع لتمرير القوانين.. هي الأرقام والمعادلات الحسابية.. هي الجثث بلا أرواح.. هو "المسرح" الكبير لـ"ممثلين" يلعبون مسرحية ركيكة اسمها "الديمقراطية".. البرلمان هو "ملعب" لتمرير الكرات وتسجيل الأهداف في مرمى بلا حراسة.