Monday 9 June 2025
سياسة

خطير: شيخ الكراهية حماد القباج يستعين بفتوى وهابية لدعم تيار التكفير والتطرف بالبرلمان

خطير: شيخ الكراهية حماد القباج يستعين بفتوى وهابية لدعم تيار التكفير والتطرف بالبرلمان

نشر الوهابي حماد القباج، شيخ المتزمتين ومرشح "البيجيدي" للانتخابات التشريعية المقبلة بمدينة مراكش، بموقعه الإلكتروني فتوى قديمة للفقيه الراحل محمد بن صالحالعثيمين، أحد الشيوخ السعوديين كان قد أطلقها بمناسبة انتخابات سابقة في الكويت تبرز مباركته للانخراط في العمل الانتخابي، معتبرا أن الانتخابات واجبة إذ "يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر، أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر، أتباع كل ناعق. فلا بد أن نختار من نراه صالحاً".

للاستدلال على ذلك يضيف العثيمين "أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين، ولا الجلوس معهم!نقول: هل نجلس لنوافقهم؟نحن نجلس معهم لنبين لهم الصواب".

مكمن السؤال هو: لماذا يعود القباج اليوم إلى الأرشيف لتأكيد أطروحة لا تضيف شيئا للسياق المغربي الذي خاض العمل الديموقراطي منذ سنوات لولا أنه يبحث فقط عن" تجيير" ماضيه الدعوي الوهابي ، وللتبرئ من رصيده التكفيري السابق، المتناغم مع كل الدعوات التي كانت تكفر الديموقراطية، وتحرم الفن والاجتهاد، وتنقص من قيمة المرأة، وتبيح زواج القاصرات...

الاستعانة بالأرشيف تأتي كذلك ليدفع القباج عنه تهمة الفكر المتطرف الملتصقة به، بعد أن كان مثل نظرائه السلفيين المتطرفين ينظرون إلى أن "الانتخابات مستوردة من الغرب. وهذا كله على خلاف النصوص القطعية في الكتاب والسنة. بل على خلاالمدن ف الإجماع، بل هذه من مبادئ الكفار" كما كتب أحدهم تعليقا على فتوى العثيمين نفسه.

مجمل القول إن مرشح العدالة والتنمية المفروض فرضا على واحدة من أجمل التاريخية والسياحية المغربية، وأعرقها علما وثقافة لا يريد أن يفوت الفرصة اليوم من أجل تأكيد أن الديموقراطية واجبة شرعا لا رذيلة من رذائل العصر كما كان يتردد في السابق، وأنه منخرط حتى النخاع في العمل السياسي، وأنه سيدخل قبة البرلمان حتى لا يترك  "الفاسقين وأهل الشر"، كما في نص الفتوى أعلاه، وحدهم في الميدان.

المثير أن تنزيل هذه الفتوى لا يخلو من بعد تكفيري ما دام يقر أنه سيكون من الصالحين لا الفاسقين وأهل الشر الذين هم برلمانيو باقي الأحزاب. ومن ثم خطورة هذا الخطاب المفارق لأنه يكشف مرة أخرى عن طابعه الانتهازي والحربائي، وعن أن الطريق إلى البرلمان هي فقط من أجل دعم تيار التكفير والتطرف داخل مؤسستنا التشريعية ضدا على ثوابت الأمة.