السبت 4 مايو 2024
سياسة

منا من يحارب الإرهاب ومنا من يسانده

منا من يحارب الإرهاب ومنا من يسانده

ينبغي أن نعترف أولا بأن الإرهاب صناعة محلية وخرج منا كما جاء في الرسالة الملكية الموجهة لقمة نواكشوط، وبالتالي نحن أولى من يضع الاستراتيجيات القوية لمحاربته. لكن منا من يحارب الإرهاب ومنا من يسانده، ويا للأسف أن هناك جهات تتحمل مسؤوليات سياسية في البلاد تعتمد خطابا لا يمكن اعتباره إلا "مازوت" التطرف والإرهاب.

شنت مصالح الأمن حملة واسعة النطاق على العناصر الإرهابية ممن يوالون تنظيم داعش الإرهابي، واعتقلت 143 شخصا احتفظت بـ 52 منهم، وذلك في إطار العمليات الاستباقية وفي إطار الحيطة والحذر اللذين ينبغي اتخاذهما في هذا السياق.

الإرهاب اليوم تطور كثيرا. ووفق الاستراتيجية الجديدة، التي تحدث عنها أبو محمد الجولاني، الناطق الرسمي باسم داعش سنة 2014، أصبح الإرهابي أكثر خطورة من السابق، لقد انتقل الإرهابيون من استعمال السلاح التقليدي، أي الرشاشات، ثم انتقلوا إلى السيارات المفخخة وأول مرة جربوها في بعضهم البعض حيث تم تفجير سيارة شيخ الجهاديين عبد الله عزام، الذي قتله رفاقه بعد أن اختلفت بهم السبل.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الإرهابيين لا يبدعون في شيء في هذه الحياة أكثر من إبداعهم في أساليب القتل، حيث يستعملون الشاحنات لدهس عباد الله والسواطير والسكاكين وكل وسيلة تقتل، ولا رحمة ولا شفقة لهم في القتل.

لقد تم حجز العديد من الكراسات والوثائق التي تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والسموم وتقنيات التفجير عن بعد واستعمال مختلف الأسلحة النارية، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب التي تبيح العمليات الانتحارية وأعلام تجسد لراية "داعش"، بل تم حجز أسلحة بيضاء. أي كل ما يفيد في ممارسة التوحش.

ونعتقد أن الإسلاميين في عمقهم "قتالة"، فمن لم يقتلنا بالسيف قتلنا بالديمقراطية مستغلا الصندوق أبشع استغلال، وأكثر من ذلك أن الإسلاميين الديمقراطيين هم من يصب الزيت على النار.

لا نبالغ إذا قلنا إن الخطاب الذي سمعناه أخيرا من الإسلامي الديمقراطي بنكيران، رئيس الحكومة، هو خطاب "داعش" عندما تلبس جبة الانتخابات. هو خطاب تحريضي على الدولة ومؤسساتها. هو رسائل موجهة لهؤلاء الذين يجلسون في الكراسي لكنهم مستعدون لقلبها سكاكين وسواطير ولم لا رشاشات.

ينبغي أن يكون الأمر محسوما لدى الدولة والمجتمع والأحزاب. ينبغي محاربة كل من يحارب الديمقراطية بعد أن استفاد منها مهما كلف الثمن، لأن الكلفة لاحقا ستكون غالية ومرتفعة.

لقد أصبح إرهاب الصندوق في خدمة إرهاب السيف. وأصبحت الديمقراطية مدخلا للقتل. ما معنى تهديدات بنكيران المتكررة؟ من يخيف؟ من يستهدف بخطابه؟ هل هذه الرجولة أصيلة أم فرعنة في خضم الربيع العربي؟

على بنكيران ألا ينسى أن المغاربة يمكن أن يضحوا بالجملة وليس بالتقسيط كما يريد. خطابه بنك للإرهاب، وهذا ما أورده المعهد الملكي البريطاني لدراسة الإرهاب الذي اعتبر خطاب هذا الشخص يساند على الاستقطاب لداعش.

الحرب على الإرهاب لن يكون لها معنى إذا استمر من بيننا من يساند داعش ويمنحها الطاقة على الاستمرار.