الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

الصديقي: بن كيران أدخل حقل تدبير الشأن العام إلى مجال التمييع والحلقة

الصديقي: بن كيران أدخل حقل تدبير الشأن العام إلى مجال التمييع والحلقة

لبانضية " و"السماسرية" و"الموسخين" و"قليلي الحياء" و"مخططي الليل" هي مفردات (المعيور) التي ارتكز عليها عبد الإله بن كيران في خطابه أمام شبيبة العدالة والتنمية بأكادير ضد خصومه السياسيين والنقابيين والحقوقيين، ومن المعلوم أن الزعيم السياسي والنقابي نوبير الأموي قد قضى سنتين سجنا بسب استعماله لمفردة "البانضية" ذات فترة حكومية تقدم فيها وزيرها الأول بدعوة قضائية ضد عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا والأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل محمد نوبير الأموي.

"أنفاس بريس" سألت الفاعل السياسي والنقابي الأستاذ محمد الصديقي عن موقفه من هذه الخرجة لرئيس الحكومة، وما هي تبعاتها على مستوى صورة المغرب؟ فكان هذا رده:

"معلوم أن عبد الإله بنكيران هو أول مسؤول حكومي وباعتبار منصبه يدخل هذا القانون إلى حقل التدبير السياسي للشأن العام بالمغرب، وهو يعكس مستوى التعاطي الفكري والقيمي لهذا الرجل في إطار معادلة دولة / عدالة وتنمية، ومعارضة / عدالة وتنمية، فمن تكفير الخصوم واعتبار بعض الدعويين التصويت على الحزب واجبا دينيا إلى السباب غير الأخلاقي (ديالي كبير عليك مثلا)، هذا و يدخل بنكيران حقل تدبير الشأن العام الذي ظل مجالا محافظا على حقل معجمي خاص ومتزن إلى مجال التمييع والحلقة في أكثر درجاتها ابتذالا، ومنه يأتي خطابه أمام شبيبته الذي أعمل فيه لغة يعتقد أنها في مستواهم بمراعاة السن والمرحلة الشبابية وفي الآن ذاته هو إعلان لخصومه بقدرته على تجاوز "مرجعيته الدينية" إلى تبني خطاب الزنقة إن اقتضى الأمر ذلك، وكونه نعت الدوائر الخفية بـ "البانضية" يعني أنه ينحط بمستوى الصراع السياسي إلى مستوى إعلان العجز عن المواجهة بالآليات النضالية والقضائية القمينة بإحقاق الحق.

وإذا كان المناضل محمد نبير الأموي قد قالها حينها وهو في صف المعارضة وغير متمتع بأية حصانة برلمانية أو حكومية فإنه بالرغم من ذلك عوقب عليها رغم توفره على الأدلة اللازمة التي تدين العديد من المسؤولين الحكوميين والتي عرضها دفاعه ورفضت المحكمة فتح تحقيق فيها، فما بالنا وعبد الإله بنكيران هو الخصم والحكم ويفترض أنه يمتلك آليات معاقبة البانضية والسماسرية.

إن المناضل نوبير الأموي عبر عن رأيه في سياق صراع سياسي حقيقي بين نسق فكري ينشد العدالة ونسق متحكم قوامه الاستبداد، بينما يوردها بن كيران في سياق مزايدات حزبية تروم تحريض شبيبته على جميع معارضيه وإظهار خطاب المظلومية التبريري من أجل كسب تعاطف داخلي وخارجي لجمع ما يمكن من الأصوات للانتخابات المقبلة، هذا وإن كنا نرفض أن يلقى بنكيران نفس مصير نوبير الأموي لإيماننا بحرية التعبير، إلا أنه وفي نفس الوقت من حق شبيبته والشعب بحكم منصبه أن يدلي بما يفيد صدقية كلامه وتقديم " البانضية " للعدالة.

وأثر مثل هذه المواقف والتصريحات على صورة المغرب الخارجية. فالدولة تبين بوضوح كيلها بمكاييل في تعاملها مع المسؤولين الحكوميين والحزبيين، ونهجها سبل إضافة مسؤولين خبراء لمناصب المسؤوليات العليا لتغطية ضعف المسؤولين الحكوميين الحزبيين، وإسناد بعض المهام الديبلوماسية التي يفترض أن تقوم بها الحكومة إلى مستشاري الملك أو خبراء تكنوقراط".