السبت 4 مايو 2024
سياسة

بنكيران: "إذا غضب علي سيدنا غير خليوني بيني وبينو يا البانضية.. وانت يا الرباح قضيتك حماضت"

بنكيران: "إذا غضب علي سيدنا غير خليوني بيني وبينو يا البانضية.. وانت يا الرباح قضيتك حماضت"

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الذي لا تكتمل أركان خرجاته إلا وهو بصفة أمين عام حزب العدالة والتنمية. كانت له، أمس الأحد 24 يوليوز 2016، أوفر الظروف وأنسبها ليفرج عما بخاطره من مكبوتات تفنن "أعداؤه العفاريت" في زرعها، وتحينوا الفرص لتحويلها إلى بؤر إزعاج بنفسيته. ذلك ما كان منعكسا على ملامح وجهه وهو يخاطب شبيبة الحزب بمدينة أكادير حتى أنه فشل في الخروج عن عادة قاموسه الذي كان حظه بمدينة أكادير "البانضية" و"السماسرية" و"الموسخين" و"قليلي الحياء" و"مخططي الليل" و"الخزعبلات"، إلى جانب طبعا مصطلحات لا تستقيم إلا على لسان رئيس الحكومة.

ولأن الزمان والمكان فُصلا لسماع كلام الرجل دون مقاطعة، اللهم إن كانت تصفيقات الافتخار بإنجازاته اللغوية، دخل طولا وعرضا في شتى الاتجاهات، ولم يترك منغصا على حنجرته إلا وفاض به صدره كما هو حال التعاليق المترددة عن علاقته بالملك، التي وصفت بالمتأزمة إلى حد تفجرت معه غضبة ملكية. فقال بما يفيد بأنه كان الأحرى على من يحشرون أنفسهم في هذا الشأن "يخليوني بيني وبينو هادوك البانضية". ومع ذلك، لم يفوت بنكيران الفرصة من غير أن يشير إلى أن حالات عدم رضى محمد السادس عليه لم يتجاوز تعدادها الواقعتين أو الثلاث وقائع طيلة مدة خمس سنوات "اللي خدمت معه فيها".

وسجل بثقة الزعيم كونه لو علم باستياء ما للملك منه لما أكمل مشوار الحكم "معكم دقيقة"، وأعلن على الفور انسحابه. مشددا على يقين صفاء دمه من أي قطرة غدر، وإن وجدت، مخاطبا الملك " الله غادي يحاسبني".

وفيما يخص علاقة حزبه الخارجية، أقر بنكيران ربط "المصباح" لصلات من منطلق أنه جزء من هذا العالم ولا مشكل له مع باقي الديانات. وبالتالي، من البديهيات عدم ركونه في عزلة، إلا أن ذلك، يستدرك، لا يعني ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين ولو أنه لا يتبرأ منها. مذكرا بأن العدالة والتنمية ولدت من رحم جماعة "التوحيد والإصلاح". وهي بمثابة "الوالدة" التي لا يمكن بأي حال من الأحوال نكران مكانتها وفي الوقت ذاته عدم ضرورة بقاء الارتباط بها. ليخلص إلى "احنا دابا كبرنا وما يمكنش نباقو لاصقين فيها.. الله يعاونها ويعاونا..".

وبما أن عزيز الرباح، عضو الأمانة العامة ووزير النقل والتجهيز واللوجستيك، كان من بين الحضور فإنه لم يسلم من قفشات بنكيران، خاصة وأن ثلاثة شبان ساعدوه على ذلك لما أكدوا بأنهم قدموا من مدينة القنيطرة إلى عاصمة سوس مشيا على الأقدام. حينها صمت الأمين العام لثواني مصدوما قبل أن يوجه كلامه للرباح "قضيتك حماضت أ سي عزيز.. كيفاش تخلي هاد الشباب يجي على رجليه من القنيطرة.. هادو واقيلا خرجو من وقت المؤتمر السابق باش وصلو اليوم..".