Saturday 24 May 2025
خارج الحدود

رسالة إلى أصدقاء أكراد في محيط عفرين

رسالة إلى أصدقاء أكراد في محيط عفرين أكراد تلتقي فيهم خبرة المقاتل، و هيبة شخصية النساء

إنني أجد ذاتي قريبا من أكراد سوريا، كأدباء وكإرث حضاري غني جدا، متأصلا في جذور سوريا وجغرافية جبالها، لا يمكن لهذا القرب إلا أن يضعني في موقع بين الغيرة الذاتية والمقاربة الموضوعية لتقلبات الأوضاع في جبهة عفرين السورية.

أكراد هاته المناطق بالضبط تلتقي فيهم خبرة المقاتل، هيبة شخصية النساء، وغنى الإبداع الموسيقي والأدبي، وتنوع التضاريس الطبيعية، لكن الأكيد أن الأمريكي حين راهن على مقاتلي الاكراد في هاته المناطق، ارتكز على مكامن القوة هاته، لكنه بالأساس لم تغب عينه على آبار البترول الغنية بالمنطقة الشمالية، لُعبة الامريكي واضحة عند تسليح الأكراد ورهانه عليهم، لكن السؤال الجوهري هل أكراد المنطقة يعون جيدا مطامح ومطامع الامريكي، وانتهازية الوفد المفاوض تحت عباءة مشايخ الخليج في العلاقة بهم ؟!.

إن أكراد عفرين بين كماشة الدبابة التركية، واردوغان يمكن بانتهازيته أن يغير جلده 70 مرة في اليوم لحماية مصالحه، والعداء التاريخي الأردغاني بَيِّنٌ للأكراد، والطرف الآخر للكماشة هو التقدم الكبير لانتصارات الجيش السوري وحلفائه في دحر جيوب داعش وأخواتها، وطرفي الكماشة لن يقبلا بتواجد عسكري مسلح بهذا الشكل على الحدود الشمالية لسوريا.

إن الخروج الإعلامي الأخير، لوزير الخارجية الأمريكي، لطمأنة الجانب التركي بأن امريكا ليس في نيتها خلق جيش غير نظامي من الاكراد على الحدود السورية التركية، زاد من إرباك حسابات بعض دعاة الاستقلال الكردي عن سوريا والذي غذته سابقا المخابرات الامريكية، لإدامة عدم الاستقرار بسوريا بخلق منطقة توتر جديدة تعوض مؤامرة داعش.

إن من مصلحة أصدقائي الاكراد بسوريا الدفاع بقوة عن وطن سوري جامع لكل الاطياف والاعراق والديانات والمذاهب، وحماية التنوع الحضاري لنفس الوطن الأم سوريا، دون الدخول في نفس الحسابات المدمرة والخاطئة التي نهجها سابقا بارزاني في العراق.

ومعركة الديقراطية واحلام التحرر والعيش الكريم المشترك مشروعة ودائمة ولكن في قلب حاضنة الوطن السوري.