" لا دْيالْنا بْقا لا وْجهْنا تْنقا " هكذا تكلمت سيدة طاعنة في السن خبرت منتوج زرابي سهل تاوزكيتبتازناخت الكبرى، وأضافت بنبرة حزينة " عارنا على مول الشكارة " وتقصد هنا سماسرة الزربية الواوزكيتية والمضاربين فيها ، والمستغلين لفقر وبؤس نساء المنطقة، والذين يشترون المنتوج بأبخس الأثمنة ( ما بين 700 و 1000 درهم ) ويوجهونها إلى مراكش لوضع بصمتهم عليها ( خاتم دار الدباغ ) لعرضها في سوق السياحة بأثمنة خيالية تصل في بعض الأحيان إلى 6000,00 درهم، وعن مشقة وعناء ولادة منتوج الزربية الواوزكيتية تقول عارضة " دورة الإنتاج صعبة وشاقة ومضنية بحيث حسب قولها أن عمليات مراحل الانتاج تنطلق من تصنيف الصوف حسب سن وسلالة رؤوس الأغنام ، ثم تليها مرحلة الجز ( الدزان) التي تتم غالبا في شهر ماي من كل سنة، ومن تم تنتقل الصانعة إلى عملية الحل والتقطيب من خلال تقسيم الصوف على شكل أجزاء صغيرة مع إزالة الأوساخ ومن مزايا هذه العملية أنها تحافظ على آلة الغزل والتقرشيل مع الاقتصاد من الماء والصابون والحصول على مردودية انتاج الصوف، وتليها عملية الغسيل لتنظيف الصوف من الأشواك والأوساخ والودح، وهذه المرحلة تمر من أربعة مراحل بداية بالتبليل وإزالة ودح الصوف والتشليل ثم التجفيف، وأضافت ذات الصانعة أن المرحلة الرابعة ترتكز على عملية التقرشيل الصعبة جدا بحيث يعتمد فيها على موازات الألياف مع مزجها بواسطة آلة "القرشال" أو (القرداش) اليدوية قصد الحصول على شريط من الصوف، للمرورإلى عملية الغزل التي تحول فيها الصوف إلى خيوط قابلة للنسج بالجودة المطلوبة ( السلالة والنظافة والطول و المتانة و الدقة والليونة، للعبور إلى مرحلة الصباغة واختيار الألوان المرغوب في توفيرها حيث تنكب الصانعة على تهيئ المواد الأولية ذات الجودة العالية سواء الكيماوية منها أو الطبيعية التي يعتمد فيها على بعض النباتات أو الحيوانات أو المعادن، وفي المرحلة الأخيرة تنتهي عمليات مراحل إنتاج الزربية الواوزكيتية بالسداية وهي على شكل وتدين حديديين لا يتعدى طولهما متر واحد.
إنها فعلا مراحل تستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا للوصول إلى مرحلة ولادة لوحة تشكيلية فنية غاية في الدقة والجمال برموزها وألوانها واشكالها الهندسية الرائعة، الممزوجة بعرق نساء تازناخت المكافحات لضمان استمرار هذا الرأس مال اللا مادي الذي حوله البعض إلى رأس مال تودع سيولته بالأبناك بعيدا عن منطقة تازناخت التي تحتاج إلى من يرد الاعتبار لمنتوجها الطبيعي والتراثي الاصيل.
