من منا لا يتذكر سيارة "الكونغو" التاريخية التي أصر وزراء البيجيدي على الركوب فيها أثناء توجههم إلى القصر الملكي ليلة تنصيب أعضاء الحكومة، بعد أن ملؤوا بطونهم بالبيصارة في منتصف الطريق. تلك "الكونغو" بمنطق رئيس الحكومة حشومة يركبها وزير. سياسة الكيل بمكيالين هذا ما يحترفه بنكيران ووزراء البيجيدي الذين اندمجوا في "بروفات" وتسخينات على المسرحية التي سيكونون أبطالها ليؤكدوا للمغاربة أنهم من "مصارين" هذا الشعب، وكرسي الوزارة لن يغير من الواقع شيئا، وسيظلون يربون "الكبدة" على كحل الراس. مشاهد من مسرحية "شعبوية" في غاية "البذاءة" و"الرداءة"، وشخصيات كتبت على جباهها "النفاق".
انتهى العرض مع كل البهارات والدعايات والإدعاءات، ليسرع كل وزير إلى بيته الزجاجي، ليبدأ "التغماس" في نعيم الحكومة والاستمتاع بفناءات فيلاتها و"التفطاح" بمرسيديساتها و"التبندير" في صالونات مكاتبها المخملية.
بنكيران.. ميرسيــــ/ديس، فأنت أوفيت بكل وعودك تجاه الكادحين الذي صعدت على ظهورهم وشربت من دمائهم وأفلست صناديقهم وأهلكت مدخراتهم.
ميرسيــــ/ديس بنكيران... هكذا تحولت "الكونغو" وابنة عمتها (داسيا) إلى "ناقلة عجفاء" ليست من مقامكم ولا تناسب مؤخراتكم. هكذا تتنكر بعد خمس سنوات لأصلك والقاع الذي خرجت منه، ولمنتخبيك، وحذائك المترب، وبدلتك الفضفاضة، ولحيتك المنكوشة، وأنت داخل القصر تقفـــ/قــف بين يدي الملك. هكذا بسخرية سامة تسترخص على نفسك ووزرائك داسيا التي أغرقت خزين حكومتك بالمليارات وتطالب بركوب الميرسيديس مثل رجال الأعمال وذوي النعمة. هكذا تختزل الوزير في سيارة فارهة ورصيد في البنك وتقاعد سخي حتى الممات. هكذا تجعل من الوزارة مغارة "علي بابا" وليست واحة يستظل تحتها أبناء الشعب من لهب الحياة.
ميرسيــــ/ديس بنكيران... هكذا تفتح خزائن حكومتك لصقور حزبك وتتقاسم معهم الفيء والغنائم بينما تكبل أبناء الشعب بحزام الفقر والتقشف وتمنحهم بالقطارة ما يروي عطشهم كحارس عين الحياة. هكذا تذرف دموع التماسيح أمام الضعفاء بينما ترسل عفاريتك لتصلب ظهورهم العارية وتجعل حياتهم قطعة من "جهنم". هكذا تمزج بين البكاء والضحك والبخل والكرم والجد والهزل. هكذا تكون كريما وسخيا ومتسامحا مع المفسدين ورجلا "مستأذبا" لا يرحم الفقراء والمحتاجين.
ميرسيــــ/ديس بنكيران...
لن ننساك
لن ننسى وجهك المستأذب
لن ننسى عواءك
حتى دموعك لن تنسى أبدا
