اعتبر أحمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن "الخلافة الإسلامية" قائمة بالمغرب في شكل إمارة المؤمنين ومضمون اختصاصاتها، وفي توافق مع ثوابت الأمة ومعيشها في هذا العصر، بما في ذلك الإصلاحات والآليات المؤسساتية، وهذا نموذج غير مرتجل ولم يخرج من خيال، ولكنه نتاج التاريخ الخاص بالمغرب، والذي اجتمعت له مقومات فيها ما هو خصوصي، وفيها ما يمكن أن يتعلم من الغير.

وشدد أحمد توفيق، على أن القول بأن إعادة هيكلة الحقل الديني مرتبط بتداعيات الأحداث الإرهابية لـ 16 ماي 2003، قول غير صحيح. لأن جميع أوراش الإصلاح لا يمكن تصورها كرد فعل على حادث إرهابي، لأن من يتصور ذلك يفترض أن البلد كان نائما فما كان له أن يستيقظ إلا على كابوس، أو يفترض أن إمارة المؤمنين يمكن أن تتبنى الإصلاح في الميادين الأخرى ما عدا تدبير شأن الدين.

وكشف وزير الأوقاف في حوار مطول مع الشهرية المتخصصة في التاريخ "زمان" في عددها لهذا الشهر، أن المساجد المغربية تم تحريرها من الفكر الوهابي باعتبارها للجميع، معتبرا أن هناك أمرين يشجعان التمسك بالتصورات البالية، وهما ضحالة الفكر لدى المسلمين عامة، ومن هذه الضحالة أن البعض ما يزال ينظر بفهم ساذج إلى التناقض بين الأمة والقومية، ولا يعرف أن الظروف التاريخية، التي أدت إلى ضعف الخلافة السياسية، لم تؤثر قط لا في ضعف الإيمان ولا في ضعف الحضارة.