الأربعاء 22 مايو 2024
فن وثقافة

المسكوت عنه في قرار تأجيل مهرجان الدار البيضاء للموسيقى

 
 
المسكوت عنه في قرار تأجيل مهرجان الدار البيضاء للموسيقى

رغم أن لجنة تتبع مهرجان الدار البيضاء قد قررت، بإجماع أعضائها منذ مدة، تأجيل نسخة 2016 من مهرجان الدار البيضاء، إلا أنه لحد كتابة هذه السطور لم يصدر أي بلاغ لا من مجلس المدينة ولا من ولاية الدار البيضاء أو من شركة الدار البيضاء للتنشيط يخبر الرأي العام البيضاوي والوطني عن الأسباب وراء تأجيل مهرجان الدار البيضاء، وحرمان المدينة وساكنتها من محطة إشعاعية وسياحية تحقق رواج مهما لها.

بعض نواب العمدة عبد العزيز العماري، في تصريح لـ "الوطن الآن" اعتبروا أن المكتب المسير اتخذ قرار إلغاء مهرجان الدار البيضاء لهذه السنة، والذي كان مقررا تنظيمه في شهر يوليوز المثبل، ولمدة عشرة أيام، بعد موافقة لجنة تتبع المهرجان بجميع أعضائه على قرار التأجيل، بحكم تزامن المهرجان مع  قرب الانتخابات التشريعية التي ستنظم في أكتوبر القادم، بالإضافة  لوجود أسباب تقنية وموضوعية تحول دون تنظيم المهرجان في الوقت المقرر له.

لكن الأسئلة التي تطرح بقوة لماذا اتخذ قرار تأجيل مهرجان الدار البيضاء لسنة 2016، مع العلم أنه كان ينظم منذ سنة 2003؟ لماذا أجل مهرجان الموسيقي في حين تنكب الشركة الدار البيضاء للتنشيط على تنظيم مهرجان المدن الذكية؟ لماذا ألغى العمدة العماري مهرجان الدار البيضاء للموسيقى، وأشر لإخوانه رؤساء المقاطعات بتنظيم مهرجانات ربيعية في مقاطعاتهم؟ ما حقيقة أن تأجيل مهرجان الدار البيضاء كان بضغط  من العمدة وبعض نوابه والذين دفعوا في اتجاه عدم تنظيم مهرجان الدار البيضاء، لأسباب انتخابية ولرغبتهم عدم تشويش المهرجان على صورة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية القادمة؟

كل هذه الأسئلة يشهرها العديد من المهتمين بالشأن المحلي الذين لم تقنعهم المبررات التي يرددها نواب العمدة لتبرير قرار إلغاء النسخة 2016 من مهرجان الدار البيضاء للموسيقى. واستغرب عدد من متتبعي الشأن المحلي قرار إلغاء المهرجان من طرف عمدة الدار البيضاء وأغلبيته المسيرة، وحرمان ساكنة المدينة من مهرجان يعطي للمدينة إشعاعا كبيرا ويساهم في الرواج الاقتصادي.

واعتبرت مصادر "الوطن الآن" أن حزب العدالة والتنمية الذي يتحكم في دواليب تسيير الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية، يخاف من تحمل مسؤولية تنظيم مهرجان الدار البيضاء، خصوصا وأنه يصعب عليه -تضيف مصادرنا- أن ينظمه ويفرض فقرات تلائم مرجعيته الدينية. وبالتالي قرر مهندسو الحملة الانتخابية لحزب عبد الإله بنكيران اتخاذ قرار تأجيل مهرجان الدار البيضاء إلى ما بعد الانتخابات التشريعية، كي لا يشوش المهرجان على حملة المصباح بالدار البيضاء، أو يستغله خصومهم السياسيين في توجيه ضربات للحزب.

قد يبدو موقف العمدة وأغلبيته المطلقة داخل مجلس المدينة مشروعا بحكم أن هذه هي قواعد اللعبة السياسية، و"أن الأقوياء هم من يكتبون التاريخ"، لكن الموقف غير المفهوم هو موقف أحزاب المعارضة داخل مجلس المدينة التي لم تصدر بدورها أي بيان يندد بقرار تأجيل المهرجان، بل حتى من حاولنا أخذ تصريحهم في الموضوع من بعض منتخبي أحزاب المعارضة رفضوا الإجابة أو تضرعوا بمبررات واهية من قبيل ليس هناك قرار نهائي في الموضوع.

(تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع في عدد هذا الأسبوع من "الوطن الآن")