الأربعاء 1 مايو 2024
فن وثقافة

أعضاء مسرحية "شكون احنا؟" يعيدون رفع 4 تبريرات واهية أصدرتها وزارة الثقافة تحرمهم من الدعم

أعضاء مسرحية "شكون احنا؟" يعيدون رفع 4 تبريرات واهية أصدرتها وزارة الثقافة تحرمهم من الدعم

وجَّه أعضاء فرقة مسرحية "شكون احنا؟" وهم: إدريس اشويكة وميراني الناجي ومحمد الشوبي وبلعيد أكريديس وخديجة عدلي ورقية بنحدو، رسالة إلى وزير الثقافة الأمين الصبيحي، جاء فيها أنهم قرروا مراسلته بعد "تعذر الحصول على أي رد فعل على مراسلاتهم الإدارية المباشرة بخصوص طلب دعم الإنتاج والترويج لعرضهم المسرحي "شكون احنا؟"". وذكروا أن "العرض (لأسباب غير واضحة) تعرض لإقصاء مقصود من طرف لجنة دعم الأعمال المسرحية"، مبرزين أنهم كانوا قد وضعوا ملف طلب "دعم الإنتاج والترويج" كاملا بمديرية الفنون بوزارة الثقافة برسم "الدورة الأولى سنة 2016".

"لم تكن مسرحيتنا ضمن لائحة الأعمال المدعمة، وبعد اتصالنا لمعرفة الأسباب كانت صدمتنا كبيرة حين أكد لنا بعض أعضاء اللجنة أن ملفنا لم يتم تدارسه إطلاقا داخل اللجنة" تقول الرسالة، مضيفة أن أعضاء الفرقة استغربوا لذلك وكلفوا عضوا من الطاقم لتقصي حقيقة الأمر لدى مديرية الفنون، فكانت المفاجأة الغريبة: "لا أثر لأي ملف بشأن مسرحية "اشكون احنا؟" بالمصلحة المعنية". وتضيف الرسالة مخاطبة الوزير "لهول الصدمة قررنا مراسلة سعادتكم مباشرة آملين في جواب شاف عن استفسارنا، وبقدرة قادر أبلغنا من طرف ديوانكم أنه ثم العثور على ملفنا الغابر وطلب منا بعث رسالة ثانية نطلب فيها توضيحات من لجنة دراسة المشاريع". وجاء في سطور الرسالة أن أعضاء الفرية قاموا بالمطلوب لكن تفاجئوا بتقرير موقع من طرف مقرر اللجنة المذكورة وصفوه (التقرير) بالغريب، معتبرين فحوى التقرير مجرد "مجموعة تعبيرات ركيكة مصاغة بعجالة واضحة وبكيفية ارتجالية تتوخى إيجاد تبريرات واهية لرفض لا مبرر له، فقط لا غير".

 وتشير الرسالة إلى أنه "اعتبارا لما يشكله مثل هذا السلوك من ضرب مفضوح لمصداقية عمل اللجنة ولوزارة الثقافة ككل، ولما يعنيه من تغلغل رواسب المحسوبية والزبونية". وأشار أعضاء الفرقة أنهم يبعثون في الرسالة توضيحات ندرجها كما جاءت في صيغة الأصلية للمراسلة الموجهة للوزير:

التبرير الواهي الأول: يقول المقرر إن المشروع يندرج ضمن محال مسرح وفنون الشارع بينما كل وثائق الملف، من الاستمارة إلى النص، تفيد بأنه عرض مسرحي يوظف تقنيات تجمع بين التشخيص المباشر فوق الخشبة واستعمال تقنيات سينمائية حتى تكون الفرجة شاملة، تثير شهية المتفرج، وهي تقنية أصبحت تستعمل في عدة أعمال عالمية، فكيف يمكن عرضه في الشارع وهو يتضمن مشاهد سينمائية مصورة يتم عرضها على شاشة كبيرة بواسطة آليات خاصة؟ كيف يمكن لعارف بشؤون المسرح أن يتقدم بمثل هذا التخمين الغريب؟.

التبرير الواهي الثاني: يتساءل التقرير عن "أهلية السيد ادريس اشويكة لتوقيع الرسالة التي وجهت إليكم السيد الوزير! إذا كان صاحب فكرة العرض ومخرجه لا يحق له التحدث عنه وله وباسمه فلمن يعود هذا الحق يا ترى؟ هل تم سن قانون جديد يمنع على المخرج الدفاع عن عرضه ونحن غافلون عن ذلك؟! وهذا أمر آخر يشكك في مصداقية القرار، لكون محرره نسي أمرا هاما هو أن المخرج هو في نفس الآن مساهم أساسي في الشركة المنتجة ومديرها الفني.

التبرير الواهي الثالث: يتحدث التقرير عن غياب عقود مع بعض أعضاء الطاقم وعدم توفرهم على التغطية الصحية! هناك ستة مشاركين رئيسيين في العمل: الكاتب ميراني الناجي، والسيناريست والممثل بلعيد أكريديس، والمخرج ادريس اشويكة، والممثلين محمد الشوبي وخديجة عدلي ورقية بنحدو، إضافة إلى مجموعة من التقنيين المتخصصين في محال الصورة والصوت، وكلهم يتوفرون على بطاقات مهنية ومعروفون على الساحة الفنية وطنيا ودوليا، ككتاب وممثلين وتقنيين يشتغلون طول السنة، إذن ما المطلوب فوق كل هذا وما تأثير عدم توفر بعض المشاركين على التغطية الصحية على جودة ومهنية العمل فنيا وجماليا؟

التبرير الواهي الرابع: يتحدث التقرير عن غياب التصورات "النظرية" حول الإخراج والسينوغرافيا والملابس في حين يتعلق الأمر بعمل جاهز وتم عرضه بنجاح في عدة مدن مغربية وهو ثالث عمل متميز في سياق التزاوج بين تقنيات العرض المسرحي والتقنيات السينمائية! وثالث عمل لم يحصل على أي دعم! ولم يتم إدراجه لا في المهرجانات الوطنية ولا في احتفالات اليوم العالمي ولا اليوم الوطني للمسرح؟ كما نشير لسيادتكم أنه في ظل أعراف التعامل مع الفرق والوكالات الفنية وشركات الإنتاج الفني، وتيسير أمورها، ففي حالة خصاص لبعض الوثائق تطلب المديرية أو اللجنة استكمالها قبل انعقاد الدورة. لذا نطلب من سيادتكم إحالة دراسة ملفنا على لجنة أخرى يتوفر فيها الحد الأدنى من المؤهلات ومصداقية فوق كل الشبهات، ونحن مستعدون لعرضه أمامها.

وقد تمَّ تذييل الرسالة بأسماء أعضاء مسرحية "شكون احنا؟". ومن غرائب الصدف أن تكون فحوى رسالة هؤلاء الفنانون المعروفون في الساحة الفنية، والذين لهم تجربة مهمة في المجال، قد تضمنت عبارات كأنها تجيب الوزير وديوانه واللجنة المعنية عن سؤال (من هم؟) (شكون هوما؟)، في تطابق تام مع عنوان مسرحيتهم "شكون احنا؟".. فهل كان لابد أن تدخل اللجنة هؤلاء الفنانين في متاهة "شكون نتوما؟" "واش كاتقدمو؟" و"آش خصكم تقدموا؟".. ولعلها من سمات الرقابة الناعمة/ القاسية، ولعلها إرهاصات لإضافة فصل خاص بهذا المشكل في مسرحية شكون احنا؟، بحكم أن المسرح وجد لحاجة الإنسان إلى التعبير عن خلجات نفسه وما تعيشه الذات الإنسانية من صراعات نفسية ومشاكل ذاتية وسوء فهم أو عدم اعتراف أو عدم الالتزام بالسلوك القويم والمساطر الإدارية من جانب الآخر أو من الإدارة.