على الرغم من أن القدر شاء لقبة برلماننا أن تكون قبلة أحداث غريبة من حين لآخر، غير أن البادي كون هذا التميز صار "ماركة مسجلة" مغربية. وما إن يتم الانشغال بـ"بخرجة" هذا الأسبوع حتى تليها "خرجة" أكثر إثارة في الأسبوع الموالي له.
ولعل ما تدوول هذه الأيام من خلال شريط فيديو عن "الميلانج" الذي وظفه برلماني وهو يطرح سؤالا شفهيا، إلا دليل على ما سبق. خاصة وأن الرجل وجد نفسه عاجزا عن إيجاد ترجمة لـ"الديكلاراسيون" في القاموس العربي، ومسح جبينه كثيرا قبل أن يستسلم لقول "الرقم الموديكلارابيه"، أي المصرح به حسب لغة سيبويه.
والحقيقة، أن ممثل منتخبيه هذا ربما اهتدى إلى أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن "جيب يا فم وقول" لا اعتراض عليه طالما أنه بمجلس لا شيء فيه يحاسب. ومن ثمة جاز فيه ما منع في غيره من نوم و"شات" و"تعرية الكرش" وحتى اختراع عبارات لا تستقيم إلا على لسان المستلقين على كراسيه.
لهذا، كل تلك المقدمات لا تنبئ إلا أن الأيام القادمة ستكون لا محالة محطة أخرى لتكريس هذه السلوكات مع نوع من الإبداع "التهريجي". يبقى فقط أن تتم الإشارة حالة البث المباشر إلى منع ما دون سن الرابعة عشر عن المشاهدة، باعتبارهم أجيال يفترض أن تتلقى النموذج الذي يستحق الاقتداء به، لا متابعة ما يبلد عقولها أكثر ما ينورها.
فلننتظر إذن "الجلسة اللاسومينية" الآتية، فقد تأتي بالجديد، ولما لا سحب لقب "طوب كرونو البرلمان" من صاحب "الرقم الموديكلارابيه".