الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

بنكيران: إذا كان الملك محمد السادس حفيد الرسول، فأنا هو الرسول !

 
 
بنكيران: إذا كان الملك محمد السادس حفيد الرسول، فأنا هو الرسول !

اليوم لم تبق هناك فرامل لكبح الانزلاقات الخطيرة لعبد الإله بنكيران.

فبعد أن كان يزعج الناس بنكت حامضة و"باسلة"، إما من وحي نسجه في علاقته مع الملك أو مع باقي الفاعلين السياسيين، فمع ذلك يمكن القول إن الرأي العام اعتاد على حماقات بنكيران لغياب نضج لدى رئيس الحكومة ولعدم توفره على بروفيل وخصائص رجل دولة.

لكن أن يتطاول عبد الإله بنكيران على الله سبحانه وتعالى ويوظف كتاب الله بشكل فج وخبيث في قضية سياسية مدنية فهنا الخطورة. إذ يمكن تحمل كل الحماقات الصادرة عن بنكيران سواء مست الشعب أو  مست الملك أو مست الأحزاب، إلا كتاب الله، الذي يبقى القاسم المشترك Le socle commun للمغاربة ككل، وليس أصلا تجاريا يلجأ إليه رئيس الحكومة بوقاحة لذبح المضربين عن العمل من الوريد إلى الوريد بالادعاء بهتانا أن الاقتطاع من أجرة المضربين نص عليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم!

لقد حان الوقت ليتدخل الملك، بوصفه رئيس الدولة وأمير المؤمنين، لحماية المغاربة من هذا العبث البنكيراني. فبالأمس وظف رئيس الحكومة الدين ، وأقسم بألا يتنازل عن قراره مع الأساتذة المضربين، وكأنه في "راس الدرب" يقسم بألا يطعم سائلا أو يدخل متسولا إلى منزله ليكرمه، وليس مسؤولا في أعلى الهرم - بعد الملك - يدير دولة لها دستور وقوانين ومساطرتضبط سير المؤسسات. واليوم ها هو يوظف القرآن لتبرير قرار سياسي وإداري وضعي يتعلق بالإضراب.

فأن يتسبب بنكيران في إغراق المغرب في الديون، فهذا أمر مقدورعليه لأن المغاربة ألفوا "تزيار السمطة".

وأن يحول بنكيران حياة البسطاء من الشعب إلى جحيم فهذا أمر بدوره مقدور عليه، لأن المهمشين في هذه البلاد اعتادوا على أن تلفحهم السياسات العمومية واللاشعبية بالنار.

وأن يرفع بنكيران من عدد السجناء والمعطلين والمطرودين من الشركات بالمغرب، فهذه مسألة ألفها المغاربة منذ يناير 2012 إلى اليوم، لأن بنكيران لم يسبق أن سير ودبر أي مرفق أو شركة، أو "حانوت" حتى فأحرى أن يسير دولة.

لكن أن يتم السكوت على تدنيس كلام الله، فهذا ما لا يمكن لمغربي عاقل مؤمن بالله أن يستسيغه، اللهم إذا كان صادرا عن مجنون أو مختل عقلي. 

فالمغرب عضو بمجلس حقوق الإنسان الأممي، بل هو عضو في أجهزته القيادية بجنيف، والحكومة المغربية ممثلة في منظمة العمل الدولية وموقعة على المواثيق والعهود الدولية المؤطرة للعلاقات الأجرية بين المشغل (قطاع عام أو خاص) والمستخدم والموظف.

وإذا وظف عبد الإله بنكيران القرآن بخبث لتبريرتعنته وتجبره في اقتطاع الأجرة بسبب الإضراب، فغدا سيوظف القرآن وأحاديث الرسول الكريم لقطع أعناق المغاربة مثلما يفعل "سيدنا" أبو بكر البغدادي في سوريا والعراق بدعوى ان الله أمره (أي بنكيران) بذلك! كما سيسخر القرآن بوضاعة لسبي النساء المغربيات واحتجازهن في دار زوجته "نبيلة" بحي الليمون بالرباط للإكثار من الإيماء و"الحور العين". وسيوظف القرآن بنذالة لسلخ ونهب الخزينة العامة مثلما يفعل الإرهابيون الذين يعتمدون تأويل النصوص الدينية بشكل "مخدوم" لتبرير السرقات والجرائم (فقه الاستحلال) التي يرتكبونها في حق المواطنين الأبرياء و في حق التجاروالوكالات البنكية.

إن ترك عبد الإله بنكيران يعبث بالقرآن الكريم وبمصالح الأمة من شأنه أن يقود المغرب إلى التهلكة. وإن لم يوضع حد لهذا العبث فقد نسمع غدا بنكيران يخاطب الملك محمد السادس بالقول: "إن كنت أنت حفيد الرسول، فأنا هو الرسول خاتم الأنبياء وملهم "سيدنا" أبو بكر البغدادي!؟

بئس الساعة التي أصبح فيها الساقطون يشرفون على تسيير شؤون الحكومة بالمغرب!