"أرادوها محاكمة لعبد الله البقالي فانقلب السحر على الساحر وتحولت في فضاءات النقاش الرحبة إلى محاكمة الفساد والفاسدين". هكذا تحدث الزميل عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، قبل مثوله اليوم الثلاثاء فاتح مارس الجاري أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، على خلفية نشره لمقال صحفي بجريدة "العلم"، يرصد "الفساد المالي الذي شاب عملية انتخابات مجلس المستشارين الأخيرة".
وأضاف في تدوينة له على "الفيسبوك": "تغيوا منها تكميم الأفواه لكنها أضحت فرصة أطلقت العنان لحرية القول،لا تسعفني اللغة في التعبير عما يختلج في هذه اللحظة في دواخلي.. لن أقول شكرا لزملائي الصحافيات والصحافيين، لن أعبر عن امتناني لحشود المناضلات والمناضلين في صفوف الحزب الذي رضعت منه قيم الشجاعة في قول الحق، لن أشد بحرارة على سكان العرائش الأخيار الطاهرين الذين سيجوني بحماية الوالدين، لن أرفع القبة للأساتذة المحامين النزهاء الذين تقدموا أمامي يتسارعون للدفاع على الحق، لن أسمح بدموعي بأن تنهمر من جفني تأثرا بحملة التضامن الرائعة التي جاءت تلقائية من فئات عريضة من هذا الشعب العظيم..
لن أفعل كل هذا لأني لم أعد معنيا مباشرة وبصفة شخصية بهذه المحاكمة/ الشرف التي حظيت بها، بل أضحت قضية شعب برمته تداعى للدفاع على الحق. ولذلك لم أعد أملك قرار التعاطي مع القضية التي أضحت قضية مهنة وقضية حرية وقضية نضال.
سأكررها ملايين المرات، مؤسسة العمال والولاة معنية بصفة مباشرة بالفساد -ليس الانتخابي لوحده- بل بالفساد الذي انتشر في البر والبحر وكما قال أحد البدو إنه انتشر حتى عندنا في الجبل. وليجهزوا ما ارتضوا من محاكم ومن مشانق. إنها تدور وستظل تدور".
