الخميس 16 مايو 2024
سياسة

الأستاذ دبيش: المغرب مستعد لإهداء الجزائريين بدل الممر سبعة ممرات شريطة أن يتم ذلك تحت السيادة المغربية

الأستاذ دبيش: المغرب مستعد لإهداء الجزائريين بدل الممر سبعة ممرات شريطة أن يتم ذلك تحت السيادة المغربية

تفاعلا مع ما نشرته جريدة "الخبر" الجزائرية، أمس الخميس، حول موضوع رغبة الجزائريين في انضمام بلدهم إلى المغرب، وما أثاره المقال من ردود فعل في وسط الأخير. اتصلت "أنفاس بريس" بعبد الوهاب دبيش، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء، الذي أكد على أن المغرب مستعد لإهداء الإخوة الجزائريين بدل ممر واجد، سبع ممرات، إنما شريطة أن يتم ذلك تحت الراية والسيادة المغربيتين، داعيا إلى ضرورة الاحتكام لنعمة النسيان من أجل المستقبل ولفائدة الأجيال المقبلة لكلا الشعبين. علما، يستطرد، بأن ذلك سيكون، ليس في مصلحة الدولتين فحسب، ولكن لصالح المغرب الكبير ككل لما يجمعه من تاريخ ومصير مشتركين. هذا وخلص الأستاذ دبيش، إلى أنه وفي كافة الأحوال فإن شعب الجارة الشرقية يفضل أن يكون له 30 مليون صديق على 7 آلاف مرتزق.

من الأكيد أنك اطلعت على ما نشرته جريدة "الخبر" الجزائرية في إحدى مقالاتها الذي يدعو فيه الكاتب المغرب إلى احتواء الجزائريين. لهذا ومن موقع تخصصك، كيف كانت قراءتك التحليلية له؟

كما لا يخفى، فإن ملف العلاقات المغربية الجزائرية استهلك الكثير من الوقت والجهد باعتباره يمس أغلى ما يملكه البلد وهو الوحدة الترابية. والمعلوم أيضا بأن الجارة الشرقية طالما وضعت "العصا في الرويدة" لغاية عرقلة أي تسوية في هذا الشأن. وعليه، وتعقيبا على ما جاء في المقال الذي أشرته إليه، فإنني أقول بأن المغرب مستعد أن يفتح أمام الجزائريين سبعة ممرات بدل ممر واحد، إنما شريطة أن يتم ذلك تحت الراية والسيادة المغربيتين.

لكن وبحسب التاريخ أصدق المدونين، فإن ماضي البلدين مثقل بالاصطدامات واللاتوافق. فكيف يمكن القفز عن كل تلك المحطات الشائكة والانتهاء إلى فتح الأحضان بكل هذه السهولة؟

صحيح أن تاريخ الرباط والجزائر، وكما قلت، متخم بالمواقف المتضاربة والتي سعى من خلالها كل طرف إلى انتصار وجهة نظره، بصرف الانتباه عن المصيب من المخطئ. إنما وفي المقابل، وفق ما أفرزته التجارب، لابد من الاحتكام إلى نعمة النسيان من أجل المستقبل ولفائدة الأجيال المقبلة. علما بأن ذلك سيكون، ليس في مصلحة الدولتين فحسب، ولكن لصالح المغرب الكبير ككل لما يجمعه من تاريخ ومصير مشتركين. أضف إلى هذا، وبتتبعنا للمسار التاريخي سنقف على أن مسؤولية كل هذا يتحملها المستعمر الفرنسي تحديدا، وهو الوحيد المستفيد من الوضع طالما أن الجارة موهومة بأنها ستكسب النفوذ في حين أنها تحقن بالسموم.

هل يفهم من كلامك بأن الجزائر كانت هي الأخرى ضحية السياسة الإمبريالية؟

لاشك في ذلك، مع أن تأزم العلاقات فيما بعد ساهمت فيه وبشكل كبير النخب. وكما نعلم فإنه لا توجد دولة لم تمر من محن داخلية في مختلف المجالات، بيد أنه وفي الوقت الذي كان المغرب واضحا التبس الغموض الجزائر حتى أن الاعتراف بذلك صدر من داخلها. وشخصيا لمست من خلال لقائي بمجموعة من الإخوة الجزائريين مدى هوسهم بقضية الصحراء. وفي هذا السياق أحيي الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون على شجاعتها التي مكنتها من التعبير في منابر رسمية على أن موقف الرئيس غير سديد. ومن ثمة، فإن الجزائريين، وفي كافة الأحوال، يفضلون أن يكون لهم 30 مليون صديق على 7 آلاف مرتزق.