تمنيت لو كنت أنا صلاح الدين مزوار لأصبح بألف وجه وبقامة فارعة الطول ليكون لدي بعد نظر!!

لو كنت أنا صلاح الدين مزوار سأخون كل العهود والمواثيق، ولا أومن بالتحالفات، وأتكالب على الوزارات والمناصب والحكومية.

"أنت معلم.... يا مزوار... يا صلاح... ومنك نتعلم" أن المبادئ والأخلاق والرجولة والنزاهة والاستقامة شعارات فارغة لا محل لها في السياسة.

السياسة فن المناورة والكذب والتحالف مع الجهة الغالبة ومن يصنعون القرار. وعدو الأمس هو صديق اليوم وربما هو عدوي في الغد. السياسة هو أن تتقلب كالحية وتتلون كالحرباء وتفترس كالتمساح وتضرب في الخفاء كالعفاريت. جميع هذه الصفات "الحيوانية" ينبغي أن أكون أهلا لها لأصبح سياسيا ناجحا مثل صلاح الدين مزوار الذي استطاع أن يفضح "نفاق" رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في ذلك الزمن الذي كان يكتب فيه زعيم حزب العدالة والتنمية قصائد الهجاء في حق صلاح الدين مزوار، ويتهمه في رجولته، ويقول عنه بملء صوته أمام حشود جماهير العدالة "مزوار.. نتا مافيدكش"، ويحلف بأغلظ الإيمان ويقسم بالملة والدين بأن آخر من يضع يده في يده هو صلاح الدين مزوار. وتشاء الأقدار الإلهية وينادي المنادي وينزل الملَك (من الملائكة) من السماء ويفتي على بنكيران أن يتحالف مع صلاح الدين مزوار، ومع من كان يمثّل به ويصفه بـ"أوصاف شيطانية".

مزوار الذكي واللبيب والنصوح والعاقل ليس غبيا أولا ليرفض هذه الهدية الثمينة، وليس غبيا ثانيا ليقبل بعرض بنكيران بكل سهولة، وليس غبيا ثالثا ليطلب من بنكيران "صكوك براءته" من كل التهم التي ألصقها به أو يتلو اعتذارا صوتيا على الشعب يفسخ به ما سبق. في محراب السياسة الكلام يصبح لا معنى له وتذروه الرياح، والقيمة هي ما يتحقق من مصالح وغنائم ودرجات القرب من "زاوية" الحكم.

صلاح الدين مزوار لم يرفض يد بنكيران الممدودة إليه، وهي اليد نفسها التي كانت تصفعه من قبل، وانتشلته من "جهنم المعارضة".. وقادته بنور "المصباح" إلى "جنة الأغلبية" و"نعيم الحكومة". لكن مزوار ليس بالغباء السياسي حتى يقبل ب "فضلات" الآخرين، لذا رفع من سقف مطالبه، واحتفظ لنفسه بالحقيبة "الأسمن" هي حقيبة وزارة الخارجية قبل أن يخطف حقائب أخرى لرفاقه في حزب الأحرار، في انتظار أن تسنح الفرصة ليرد الصفعة لبنكيران، ولن يجد مثل فرصة انتخاب رؤساء الجهات، ويجهض أحلام الإسلاميين في ترؤس أغنى جهتين في المغرب هما جهة الدارالبيضاء سطات، ثم جهة طنجة تطوان الحسيمة. وهذا ما أسميه سعة النظر الثاقب وقوة الصبر والسرعة في التنفيذ مثل نسر جارح لا يرحم طرائده.

فما دخل الرجولة و"تارجليت" في اقتتال حزبي وانتخابي وسياسي تمحى فيه كل الفواصل بين اليمين واليسار والتحالفات بين الأغلبية والمعارضة، لتحل محلها "التكالبات" على الطريدة "الأسمن".

صلاح الدين مزوار الذي أفكر في التشبّه به يرى الحياة بمنظار الغنيمة، وخبرته في الصناعات النسيجية والملابس علمته كيف يتقن "نسج" علاقاته بحرير المصالح مثل عنكبوت ماهر الذي يصطاد طرائده وسط أنسجة الحرير...

فلا يخدعكم "حرير" صلاح الدين مزوار كما خدع به إخوان بنكيران الذين استدرجهم إلى "شرك" الانتخابات ليقلب عليهم الطاولة.. وهو "الشرك" لفه حول زعيمه السابق في الحزب مصطفى المنصوري الذي اختفى عن الحياة السياسية.

السياسة لا تقاس بـ "التارجليت" والوفاء بالعهود والمواثيق، حتى أصحاب "المعقول" والمؤمنون بـ "كتاب" القديس كارل ماركس ليس بينهم وبين "التارجليت" إلا العدل والإحسان، وإلا كيف يستقيم بيت الأغلبية الذي من ثوابته "رفيق" شيوعي و"داعية" إسلامي و"شيخ" حركي طاعن في السياسة، و"حمامة" السلام "النّسر" صلاح الدين مزوار ثبّت الله أجره!!

هل عرفتم لماذا أريد أن أكون "أنا" صلاح الدين مزوار؟

لأكون "نسرا" كاسرا في جسد "حمامة" وديعة!!

صلاح الدين مزوار في سطور

صلاح الدين مزوار (مواليد عام 1953، مكناس) سياسي مغربي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران الثانية.

حاصل على دبلوم عالي من جامعة فونتينبلو بفرنسا ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبلبفرنسا ودبلوم السلك العالي في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء. شارك صلاح الدين كلاعب دولي مع الفريق الوطني المغربي لكرة السلة.

عمل صلاح الدين مزوار في بداية الثمانينات بالقسم الإداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بالرباط وطنجة، قبل أن يلتحق بمكتب استغلال الموانئ. وفي سنة 1991 التحق بمجموعة إسبانية متخصصة في صناعة النسيج وعين مديرا عاما لفرعها بمدينة سطات، ثم تولى مهمة مدير تجاري للمجموعة نفسها في المغرب وإفريقيا والشرق الأوسط. انتخب صلاح الدين مزوار -وهو عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني للأحرار- في يونيو 2002 رئيسًا للجمعية المغربية للصناعات النسيجية والملابس.

وانتخب رئيسا للجمعية المغربية للصناعات النسيجية والملابس، ورئيسا لفيدرالية النسيج والألبسة والمنتوجات الجلدية داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وعين في 8 يونيو 2004 وزيرا للصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد. وفي 15 أكتوبر 2007 كوزير للاقتصاد والمالية. وفي 23 يناير 2010، انتخبه المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بالإجماع رئيسا جديدا للحزب.

وشغل مزوار سابقا منصب نائب رئيس نادي الرجاء البيضاوي ومزوار متزوج وأب لطفلين.