20 مقابل 19 هي النتيجة النهائية لـ "المباراة" التي جرت بين الغريمين السياسيين، عبد الرحيم بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الوهاب بلفقيه عن حزب الاتحاد الاشتراكي، في رئاسيات جهة كلميم واد نون، التي جرت قبل لحظات من صباح هذا اليوم الاثنين 14 شتنبر الجاري. وكانت كل التوقعات تشير إلى فوز مرشح حزب "الوردة"، من خلال الأغلبية العددية لتحالف عبد الوهاب بلفقيه على منافسه عبد الرحيم بوعيدة، والذي كان يتكون من تحالف معلن بين أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة والإصلاح والتنمية بـ 28 مقعدا بما فيها عضوان من الأحرار انضما لتحالفه، مقابل 11 مقعدا لحزبي العدالة والتنمية والأحرار.. لتنهار كل التحالفات المعلنة وتحسم التحالفات المضمرة يوم الاقتراع.. وبهذا تبقى رئاسة جهة باب الصحراء في يد الأحرار لتنقل لفرد آخر من آل بوعيدة، ويتعلق الأمر بالأستاذ الجامعي عبد الرحيم بوعيدة.

أما في جهة الداخلة، فلم تكن هناك مفاجأة، مادام أن تحالف أحزاب الاستقلال والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي (18 مقعدا)، حافظت على تكتلها أمام تحالف أحزاب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية ولأحرار (15 مقعدا)، ولم يستطع صوت واحد انضم للتحالف الثاني في تغير المعطيات، ليفوز الخطاط ينجا من حزب الاستقلال برئاسة جهة الداخلة وادي الذهب، على منافسته اعزوها الشكاف (مونة)، الممثلة لحزب الاصالة والمعاصرة..

وعلم موقع "أنفاس بريس"، أن هناك طعنا سيقدم في انتخابات رئاسة جهة الداخلة، استنادا على أن الخطاط ينجا، غير مقيم في المغرب، بناء على الفصل 72 من القانون التنظيمي للجهات، الذي ينص على أنه "لا يجوز أن ينتخب رئيسا أو نائب للرئيس، أعضاء مجلس الجهة الذين هم مقيمون خارج الوطن لأي سبب من الأسباب، يعلن فورا، بقرار للسلطة الحكومية، المكلفة بالداخلية بعد رفع الأمر إليها من قبل والي الجهة، عن إقالة رئيس الجهة أو نائبه الذي ثبت بعد انتخابه أنه مقيم بالخارج".

وفي اتصال بعبد الله الهنوني، الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي، بموقع "أنفاس بريس"، فقد نفى هذا الأمر، مشددا أن الخطاط مقيم في المغرب بين الرباط والداخلة، له عدد من الشركات باعتباره رجل أعمال.. يذكر أن رئاسة الاستقلال للجهة كانت نتيجة تحالف حزبي تمنح بموجبه رئاسة البلدية لسليمان الدرهم عن الاتحاد الاشتراكي، ورئاسة المجلس الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، هذا الأخير تم الاتفاق معه على أساس نيابته لرئاستي الجهة والبلدية..

أما في جهة العيون الساقية الحمراء، ورغم الغياب المشبوه لثلاثة مستشارين عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فقد تمكن سيدي حمدي ولد الرشيد (الصغير) من حزب الاستقلال، من تكريسه رئيسا لولاية ثانية، بما مجموعه 21 صوتا، مقابل 15 صوتا لأحزاب العدالة والتنمية والأحرار والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية..

وبهذا يطوى ملف رؤساء الحكومات الجهوية في الأقاليم الصحراوية، ليتمكن حزب الاستقلال من بسط سيطرته على جهتين من ثلاث جهات الأقاليم الصحراوية، لينصب الاهتمام بدءا من الغد على رئاسيات المجالس البلدية، والتي لا تقل تشويقا ولا مفاجأة عن نظيرتها الجهوية..