الأحد 12 مايو 2024
مجتمع

هل يمتلك حزب "التراكتور" الشجاعة لرد الاعتبار لـ"السميسيون" بعاصمة الرحامنة..؟

هل يمتلك حزب "التراكتور" الشجاعة لرد الاعتبار لـ"السميسيون" بعاصمة الرحامنة..؟

قلق الطبيعة كان واضحا بحي مولاي رشيد الفوسفاطي بمدينة بن جرير، حيث انضاف إلى قلق مصير ملف عمال "السميسي ريجي" الثمانون وهم يؤثثون فضاء عملية الإفطار الجماعي كصيغة نضالية على الرصيف أمام إدارة موقع الكنتور الفوسفاطي، مساء يوم الثلاثاء 14 يوليوز 2015، تحت وابل الأمطار العاصفية والبرق والرعد الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على عموم الساكنة قبل أذان المغرب ليستمر الظلام مدة 75 دقيقة، وكأن الأقدار تريد أن يتقاسم الصائمون بعد ليلة القدر وجبتهم الرمضانية تحت جنح الظلام بعاصمة الرحامنة .... وغير بعيد عن فضاء المعتصم وتحديدا بنادي الأطر الفوسفاطية تناول عامل الإقليم مع صحبه وجبة الإفطار تحت ضوء الشموع الخافتة النور.

وقد تابعت "أنفاس بريس" هذه الخطوة النضالية التي تلت الوقفة الاحتجاجية لعمال "السميسي"، يوم السبت 11 يوليوز 2015، أمام نفس الإدارة تنفيذا لبرنامجهم النضالي في إطار نقابتهم الاتحاد المغربي للشغل.

"لم نلمس أي جدية في التعاطي مع ملفنا الاجتماعي والإنساني منذ أكثر من أربع سنوات"، يقول أحد أعضاء المجموعة مستغربا لمواقف بعض الجهات السياسية والإدارية، مضيفا "نريد أن نسمع الحقيقة من أفواه السياسيين وخصوصا بحزب التراكتور الذي يسير ويدبر كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والجماعية والتنموية بإقليم الرحامنة ".

هذا الاستغراب يفسره بعض أعضاء عمال "السميسي" بشطحات إحدى الشخصيات المحورية بالمدينة وعدم وضوحها معهم، والتي تمتد أدرعها إلى قطاع الفوسفاط بموقع الكنتور من خلال مصلحة الشؤون الاجتماعية، والجمع بين اختصاصات عضوية المجلس الحضري للمدينة وجمعية الرحامنة للموارد البشرية وعلاقاتها بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبين انتمائها السياسي لحزب البام وتأثيرها في القرارات المحلية بتنسيق أفقي وعمودي.

وفي نفس السياق، يؤكد عمال "السميسي" أنه منذ خمس سنوات تقريبا على معاركهم النضالية الحضارية، والتي أشاد بها كل القائمين على الشأن السلطوي والإداري والفوسفاطي والسياسي والجمعوي، وتبشيرهم بالحل النهائي للإدماج بشركة "السميسي" تحت زغاريد أمهاتهم وزوجاتهم وتصفيقات الحضور الذي شنفت مسامعه بخطابات النصر والتمكين التي تناوب عليها بعض المسؤولين (تتوفر "أنفاس بريس" على قرص بالصورة والصوت للحفل الذي أشرف عليه عامل الإقليم والسلطات المحلية وقيادة حزب البام والأطر الفوسفاطية بحضور عمال "السميسي" وعائلاتهم وساكنة الحاضرة الفوسفاطية ببن جرير ) ... لم تتوج هذه الحركية الاجتماعية بأي حل خلاف ما كانت تدعيه الجهات المشار إليها أعلاه، وتروج له بعاصمة الرحامنة خدمة وتلميعا لأجندتها السياسية لا غير، حسب مصادر "أنفاس بريس".

هذا، واستغرب بيان عمال "السميسي" المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل ـ الذي دعى إلى عملية الإفطار الجماعي ـ لأسلوب الآذان الصماء والإقصاء الممنهج اتجاه ملفهم المطلبي المرتبط بإرجاعهم لأوراش الفوسفاط بإحدى الشركات المتعاقد معها المجمع الشريف للفوسفاط وإدماجهم بالقطاع كما وقع في العديد من المراكز، إسوة  بمدينة خريبكة التي أدمج فيها حوالي 846 منصب شغل، ومدينة العيون حوالي 640 منصب شغل، وحوالي 5800 منصب شغل موزعة على مراكز المجمع الشريف للفوسفاط، فضلا عن عملية الإدماج الأخيرة والتي استفاد منها عمال النقل الجهوي بشركة "سوتطريغ"  بكل المراكز. إلى ذلك، تفاجأ عمال "السميسي" لما أقدمت عليه إدارة بن جرير الفوسفاطية مؤخرا بعد تعاقدها مع متقاعدين من صفوف المجمع الشريف للفوسفاط، وإرجاعهم لأوراشها وتهميش الكفاءات والطاقات الشابة، كما وصف البيان ذلك.

وطالب "السميسيون" الملحقون بالمؤسسات الجماعية بعاصمة الرحامنة ( 80 عاملا )، بأن يمتلك حزب "البام" من خلال بعض مسؤوليه الشجاعة السياسية والأخلاقية والإدارية في قول الحقيقة، وإيجاد مخرج لورطتهم السابقة بجانب السلطات الإقليمية ومحو آثار الجرح العميق الذي خلفته تصريحاتهم السياسية أمام الملأ سابقا، والبحث عن الحلول الممكنة لاستثمار طاقات هؤلاء العمال وإرجاعهم لعملهم لضمان حقهم في الحياة والعيش الكريم وفق ما يكفله لهم الدستور.