"الأجر في المخارين أولى"، ربما الحجية التي قوى بها سارقوا الصندوق الخاص بجمع تبرعات المصلين بمسجد "عثمان بن عفان" بمدينة مراكش، عزيمتهم حتى تجرؤوا على انتهاك حرمة بيت الله، بل والقيام بعمليتهم في ظل تركيز حشود المتعبدين على وجهة القبلة أثناء صلاة التراويح، مستفيدين من خلو الجو واستبعاد كل الظنون إمكانية وجود بينها من يتطاولون على مكان مقدس في ليلة مقدسة من شهر مقدس، ويطمعون فيما تم التصدق به للعناية بذلك المسجد على مستوى النظافة وسد الخصاص الذي يطرحه عوز بعض الحاجيات. مع أن الملاحظ كون الأظناء خططوا لجريمتهم بإحكام، فاختاروا الوقت المناسب بدهاء، كما أحضروا معهم آلات قاطعة ساعدتهم على تكسير الأقفال بسرعة فائقة وبشكل غير مثير للانتباه. ولو أن الحادث قبل كل هذا وذاك، يزكي ضرورة إعادة النظر في الإطار الأمني العام الذي يحيط بسلامة المصلين قبل الحديث عن ممتلكاتهم أو ممتلكات مسجد حيهم. خاصة وأننا اليوم أمام حدث ديني من الأهمية بما كان، والقصد ليلة القدر، إذ وكما ينتظره العديد للاستغفار، فإن العديد أيضا ينتظر جمعه للاحتيال.
