منذ الصباح الباكر من يوم الجمعة 10 يوليوز الجاري، ووسط استنفار أمني غير مسبوق، شرعت جرافات القوات العمومية في هدم مجموعة من "الدور بمعتصم الحي الإداري الذي أنشأه شباب ونساء قبيلة اخشاع بمدينة زاكورة، والتي صدرت في حقها أحكام قضائية تقضي الهدم. عملية الهدم تمت تحت إشراف باشا مدينة زاكورة وقائدي المقاطعتين الحضارتين الأولى والثانية، وبمشاركة كافة أعوان السلطة ومختلف عناصر البوليس والقوات العمومية المدججة بالهراوات والواقيات. وقد عاينت الجريدة عملية الهدم وتطويق المعتصم من مختلف الجهات، مما أثار استغراب الساكنة المجاورة له والتي عاشت لحظات "رهيبة" نتيجة هذا الاستنفار الأمني المبالغ فيه.

ومما أثار انتباه عموم الساكنة التي عاينت عملية الهدم ما أقدم عليه كل من قائد المقاطعة الثانية وخليفته من إزالة للعلم الوطني الذي كان مثبتا بالمعتصم. وهي العملية التي احتج عليها أحد الشباب المعتصمين. وفي نفس السياق صرحا ل"الجريدة" زوجين ثم إحراق "منزلهما" بالمعتصم زوال يوم الاثنين الماضي هي العملية التي اعتبرتها (العائلة) مدبرة ضدها باعتبارها أحد المناضلات التي رفضت الرضوخ للتهديدات والإغراءات رغم الأحكام القاصية التي صدرت ضدها. وتتهم الضحية السلطات المحلية والأمنية بالتقصير في القيام بالتحريات اللازمة من أجل الوصول إلى الفاعلين.

للتذكير فهذا المعتصم أنشء منذ سنة 2011 بعدما بادر مجموعة من شباب ونساء قبيلة اخشاع من توزيع مجموعة من الدور المتواجدة بهذا الحي باعتبارهم ذوي الحقوق الأساسيين. وإن هذا الوعاء العقاري "الثمين" ثم الاستيلاء عليه من طرف غرباء عن القبيلة وبمساعدة سماسرة العقار بالقبيلة وبدعم وتورط السلطات المحلية.