السبت 18 مايو 2024
سياسة

اعتراف أممي بالمخابرات المغربية

 
 
اعتراف أممي بالمخابرات المغربية

كان مفاجئا لغير المهتمين تصنيف المغرب من قبل الأمم المتحدة على أنه البلد الذي يملك أقوى جهاز مخابرات في العالم العربي، ولم يكن مفاجئا لمن يتابع تطور هذا الجهاز عبر السنين والأداءات النوعية التي راكمها والخبرة التي اكتسبها من خلال تعاطيه مع ملفات كثيرة كالإرهاب وتهريب المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة وتبييض الأموال.

الأمم المتحدة بنت هذا التصنيف على نقط القوة في أداء جهاز المخابرات المغربي، على أساس أن المغرب يمتلك برنامجا استخباراتيا قويا بحيث يستمد قوته من الاستخبارات الأمريكية والصينية والروسية للعلاقات الأكثر من جيدة مع كل البلدان العالمية.

فالمغرب يمتلك مشروعا، ومن حق من يمتلك مشروعا أن يدافع عنه، في حين لا يمتلك بعض جيراننا سوى التجريح وتوزيع الاتهامات المجانية، حيث قام الإعلام الموالي للمخابرات الجزائرية باتهام المغرب بالتنسيق مع داعش قصد تفادي ضرباتها، وذلك في عز توجيه المكتب المركزي للأبحاث القضائية الضربات الموجعة لخلايا داعش قبل أن تخرج للنور.

الفقهاء لا يقبلون شهادة الأقران ناهيك عن شهادة العدو الحاقد، لكن هناك شهادات تأتي من هنا وهناك يستحيل تواطؤ أصحابها على الباطل، فإسبانيا جارتنا الإيبرية، التي رغم خلافاتنا معها بين الحين والآخر، ففي هذا المجال لا تجد بدا من الاعتراف بدور المغرب بمكافحة الإرهاب، وتعترف أن 70 إرهابيا تم تحييدهم قبل تنفيذ مخططاتهم بفضل التعاون الأمني المغربي، مما دعاها إلى توشيح عبد اللطيف حموشي بأرفع وسام إسباني.

ورغم وجود جهات حاقدة على المغرب بفرنسا، ورغم التحركات المريبة للوبي المساند للجزائر، ورغم وجود جمعية للقضاة تسير في خيار مناهضة المغرب، فإن الدولة العميقة بفرنسا التي تمثل الوعي الحقيقي لفرنسا، والتي ترفض الانجرار وراء الأحقاد والضغينة ووراء المصالح الشخصية تعترف بدور المغرب في مكافحة الإرهاب.

وبينما كان الحاقدون يريدون محاكمة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، تبعا لشكايات كيدية وضعها مغاربون حاصلون على الجنسية الفرنسية كلهم من ذي السوابق العدلية، وكلهم معروفون بحصولهم على الأموال من الجزائر وصاحب ثورة الكمون، جاءت الصفعة القوية من فرنسا.

فرنسا الوعي التاريخي والخبرة العالمية لا يمكن أن تنجر وراء الترعات والتفاهات، وهكذا قررت توشيح حموشي بوسام الشرف من درجة ضابط وهو أرفع وسام تمنحه الدولة الفرنسية، اعترافا بمجهودات المغرب في مكافحة الإرهاب وجديته في محاربة العصابات والجريمة المنظمة.

هذا التوشيح بم يكن مجانيا، ولكنه اعتراف بما قدمه من خدمات في هذا المجال، وخصوصا فيما يتعلق بتوفير معلومات مهمة لفائدة الأمن الفرنسي، جنبته العديد من الضربات الإرهابية، بل حتى بعض العمليات التي تم تنفيذها سبق للمغرب أن حذر منها مثل عملية ياسين الصالحي.

لهذه المميزات استحق المغرب هذه الاعترافات والشهادات التي تأتي من مراكز ومؤسسات دولية ومن دول نفسها.