السبت 18 مايو 2024
سياسة

بعد اعترافات بنكيران للصحفي السعودي نواف بأنه غير جدير بمنصب أمين عام: ألا ينتج عن هذا أنه غير جدير برئاسة الحكومة المغربية ؟

 
 
بعد اعترافات بنكيران للصحفي السعودي نواف بأنه غير جدير بمنصب أمين عام: ألا ينتج عن هذا أنه غير جدير برئاسة الحكومة المغربية ؟

في موقع "أنفاس بريس"، كنا سباقين في بيان الخديعة التي تعرض لها سعد الدين العثماني في الانتخابات الداخلية لحزب العدالة والتنمية المؤدية إلى منصب أمين عام حزب " اللامبا" سنة 2008 .

كان اعتمادنا على كتاب الصحفي السعودي نواف القديمي أوراق مغربية – يوميات صحفي في الأمكنة القديمة ، الذي أورد على لسان بنكيران حكاية " الشابة " التي بمرافعتها غيرت المزاج الانتخابي لعموم "البيجيديين" لصالح بنكيران .

" الشابة " كانت عنصرا من فريق بنكيران دُسَّت في فريق العثماني . واستغل بنكيران لحظة مفصلية في انتخابات الأمانة العامة فأومئ لها ب " الهجوم " على رئيسها ( العثماني)، فكان ما كان..سقط العثماني وفاز بنكيران.

ستكافئ " الشابة " لاحقا بمنصب وزير. واتضح أنها لم تكن " شابة" وإنما سيدة متزوجة ( بسيمة الحقاوي).

الغريب في الأمر هو: لماذا لم ينسحب بنكيران من منصب الأمانة العامة حتى بعد فوزه به ؟

هل هناك ما يدعو إلى انسحابه لصالح العثماني ؟

نواف القديمي في كتابه ( الصفحة 87)  يورد كلاما لبنكيران بعد فوزه على العثماني جاء فيه : " هم اعترضوا  على بعض أساليب الدكتور العثماني في قيادة الحزب،  فلم يجدوا للأسف غيري  لتولي الأمانة العامة "

نواف القديمي علق على كلام بنكيران شارحا : " بنكيران..لم يكن خيارا أصليا عند كوادر الحزب" .

ولبيان أنه دون مستوى " أمين عام " قال بنكيران لنواف القديمي : " العثماني من أكثر قيادات الحزب حرصا وكفاءة .." وأضاف، وهو يشير إلى مكتبه: " في أيام العثماني كنت تجده على هذا المكتب منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل .. أما أنا فما أن أجلس على هذا المكتب لبضع ساعات حتى أشعر بالإرهاق وأعود إلى البيت ."

بنكيران  يعترف بأهلية العثماني فيما يرى نفسه أقل منه قامة وعملا وحرصا وكفاءة. فلماذا لم " يعمم" شهادته هذه لحظة  شهادة / التقييم المتحاملة لل " الشابة" / السيدة بسيمة الحقاوي ضد سعد الدين العثماني.؟

بنكيران يتأسف على اختيار كوادر حزبه له كأمين عام للحزب . معنى هذا أنهم لم يكونوا ملهمين في فراستهم. فراسة المؤمنين الذين ينظرون بنور الله.

ويرتفع السؤال : من يرى نفسه غير أهل لقيادة حزبه فهل هو أهل لقيادة حكومة  والتقرير في مصير أمة وشعب.؟

ومن يتكاسل عن أداء مهامه الحزبية ويعود للبيت مسرعا هل ننتظر منه وهو رئيس الحكومة أن يسهر  ويعتكف ساعات طوال لتدبير مختلف طوارئ ونوازل الشأن العام ؟

ومن جاءته " النقيصة " لنفسه من لسانه اعترافا فهل يلوم غيره إن رأى فيه عدم المقدرة في أداء الأمانة اتجاه أمة وشعب.؟

لما كان بنكيران يعلم هِمَّةَ العثماني وتفانيه في العمل وقدرته على الصمود النهار كله في تدبير الموكل له من مصالح لِمَ، ساعة إعلان الداخلية فوز حزبه بأغلبية المقاعد البرلمانية لانتخابات 2011، أومئ  إلى مصطفى الرميد بتحريك قراءة " المحاصرة ضد العثماني " واعتمادا تأويل بنكيراني – مصلحي للفصل 47 من الدستور المغربي الذي يقول : " يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب ، وعلى أساس نتائجها " .

نتذكر الحملة التي قادها مصطفى الرميد. "لن نقبل  غير بنكيران أحدا رئيسا للحكومة" . نفس حكاية مؤتمر2008 . سكت بنكيران وترك غيره " يهدد " من يعنيه الأمر، ولو كان الرجل صادقا لقال لعموم البيجيديين  وللدولة المغربية  عن " حقيقة " كونه  رجلا متاكسلا في الخدمة، وأنه آن الآوان لتصحيح مسار انتخابات 2008 وتقديم القادر على تسيير البلاد. العثماني أو غيره..

إنها لمصيبة أن " يُبَزِّزَ" بنكيران  نفسه على المغاربة والدستور ليحكم بلاد هو أعلم الناس أنه  "ماقادرش عليها ".