بعد تناول "أنفاس بريس" لملف عمال السميسي ريجي (80 عاملا) بمدينة بن جرير، خلال الأسبوع المنصرم، ووضعنا عدة أسئلة حارقة حول ظروف وملابسات توقيفهم من الشركة، وتحويلهم وتوزيعهم على الجماعة الحضرية والمجلس الإقليمي وعمالة الرحامنة، وكشفنا عن حقائق رواتبهم التي تدنت بنسبة 55%، دون أن يطلع الرأي العام عن حقيقة مورد صناديقها التي تتحملها شهريا، تحركت آليات التواصل بالمدينة عبر كل القنوات التي يهمها أمر ملف عمال السميسي ريجي، وانخرطت فعاليات المجتمع المدني في نقاش الملف والبحث عن مخرج لإنصاف هؤلاء العمال الذين وصلوا لقمة اليأس والإحباط في أفق إعادتهم للعمل ضمن صفوف الشركة المتعاقدة مع المجمع الشريف للفوسفاط .
وهكذا عقدت نقابة عمال السميسي، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، جمعا عاما ليلة الأحد 06 يونيو 2015 بمقر النقابة، بحضور العشرات من العمال المعنيين (أكثر من خمسين عاملا).. وقد علمت "أنفاس بريس"، من مصادر نقابية، أن القرارات التي تمخض عنها هذا الجمع هي حصيلة عصارة نقاش موضوعي ومثمر استحضر كل المسارات التي واكبت تطورات قضية عمال السميسي منذ انطلاق شرارة الحراك المغربي سنة 2011، بما فيها التزامات أطر المجمع الشريف للفوسفاط التي حضرت عدة اجتماعات بالمدينة ووزارة الداخلية في شخص عامل الإقليم والسلطات المحلية، فضلا عن استحضار قرار إدماج عمال السميسي بمدينة خريبكة، والذي يعد انتصارا لفئة عمال ومستخدمي شركات المناولة المتعاقدة مع المجمع الشريف للفوسفاط الذي هو في أمس الحاجة لليد العاملة وطاقات الشباب الواعدة .
ومن بين أهم القرارات التي وافق عليها الجمع العام بالإجماع، حسب مصادر "أنفاس بريس"، هي استعداد كل عمال شركة السميسي، المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، التوقيع على التزام ينضبط بموجبه كل العائدين للعمل بأوراش المجمع الشريف للفوسفاط بعدم القيام بأي حركة احتجاجية فوضوية عشوائية.. وأضافت مصادرنا بأن هذه القرارات هي "رسائل حضارية لكل من يعنيه ملف شغيلة السميسي بمدينة بن جرير، التي تعد من بين سواعد الوطن المعول عليها في أوراش الفوسفاط، وفرصة ثمينة لطي هذا الملف ورد الاعتبار لأسرهم وعائلاتهم التي ذاقت أصناف العذاب والألم جراء غلاء المعيشة وانهيار قدرتهم المعيشية وتراكم الديون على كاهلهم المثقل بالهموم أصلا".
واعتبرت مصادرنا أن قضية إدماج عمال السميسي الموعود بها من طرف كل الفرقاء، سواء بالمجمع الشريف للفوسفاط أو حسب تصريحات مسئولي وزارة الداخلية في شخص عامل الإقليم الذي احتفل معهم بقرار الإدماج سابقا بحضور عدة منتخبون، فقد تعامل معها الجمع العام "طريقة حضارية تاركة الفرصة للرئيس مدير المجمع الشريف للفوسفاط الذي له تقديراته الخاصة حسب سوق الشغل، على اعتبار أن تدخله في هذا الملف بموضوعيته واتزانه المعروف سيعرف طريقه للحل النهائي مستقبلا". مؤكدين على ضرورة معالجة ملفهم، الذي طال، بطريقة تحكيمية تضمن الحقوق والواجبات لكل الأطراف، بعيدا عن المزايدات والضغوطات التي لا تخدم سوى الأيادي الخفية التي تعكر أجواء المفاوضات".
وحسب تصريحات العديد من نقابيي عمال سميسي ريجي الذين التقتهم "أنفاس بريس" بمدينة بن جرير، فإنهم مستعدون لتقديم خبرتهم العملية وتجربتهم المهنية والعودة لعملهم وفق شروط الجمع العام الذي أكد على ضرورة صيانة كل المكتسبات والحقوق الواردة ضمن قانون الشغل (التصريح بالضمان الاجتماعي والتغطية الصحية وتعويضات الأطفال...) مع التزامهم بالانضباط داخل أوراش العمل وتأدية واجباتهم العملية دون خلل، مستعدين للمحاسبة كلما طفت على سطح الأوراش مشاكل مخلة بالقوانين المعمول بها.
وفي نفس السياق اعتبرت بعض الأصوات المدنية أن أجمل "هدية في عيد الفطر يمكن أن يقدمها المجمع الشريف للفوسفاط لأبناء الحاضرة الفوسفاطية ببن جرير هي الإعلان عن عودة هؤلاء العمال لتكتمل فرحتهم مع أهاليهم وذويهم وأبنائهم ورسم الابتسامة على جبينهم".
وتتوفر "أنفاس بريس" على نسخة من وثيقة مختومة بخط يد الكاتب العام لذات النقابة تؤكد على قرار الجمع العام ولائحة عمال السميسي المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل الذين قرروا تعيين لجنة تضم خمسة عمال لمتابعة الملف وفتح الحوار في شأنه ومراسلة المجمع الشريف للفوسفاط وعامل الإقليم وجهات أخرى والحسم في عودة المياه لمجاريها، وهم (شباني هشام، ماجري يوسف، موتري رضوان، الزوين خالد، كواكبي نور الدين).
