الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

في انتظار الحافلة.. بكندا "أرجوحات" وفي المغرب " قمامة وروائح حاويات"

في انتظار الحافلة.. بكندا "أرجوحات" وفي المغرب " قمامة وروائح حاويات"

"أمشي إلى حبيبتي ساعتين، ولا أنتظرها دقيقتين"، ربما المثل الذي يلخص مدى المتاعب النفسية التي قد يجرها ترقب أمر ما وإن عدت مدته بالثواني والدقائق. وذلك بصرف النظر عن طبيعة المنتظر أو حتى مكان استقباله. إنما لا يعني هذا خروج العاملين الأخيرين عن نطاق التأثير. لهذا كانت السلطات في الموعد، والقصد بطبيعة الحال يخص السلطات الكندية، حتى تلفت لأكثر الأماكن المعنية بهذا الموضوع، وتحديدا مواقف الحافلات. إذ ومن منطلق رؤيتها واعتبارها لراحة المواطنين التي تصنفها ضمن المقدسات ارتأت أن تتجاوز تأثيتها بمقاعد إلى تزوديها بأرجوحات للتسلية، وتضفي عليها لمسة منفسة قبل ركوب متعة الحافلة.والحقيقة، أن موهبة الابتكار لم تخص المسؤولين الكنديين فحسب، وإنما لها موضع أيضا لدى القائمين بشؤون بلدنا، حفظ الله براعة أفكارهم. فهؤلاء وكما لا يخفى على المغاربة لم يتركو موقف حافلة إلا وأحاطوه بصندوقين لجمع القمامة. الأمر الذي يذهب معه البعض إلى تفسيره ب"هذا ما كتسواو يا اصحاب الطوبيس" كتبخيس لكرامة هذه الفئة المغلوب على أمرها، وسُبة علنية في وجوههم، وكأن مالكي براءة هذا الاختراع لا تكفيهم أجواء التوتر التي يقاسيها الراكبون داخل الحافلات ليعملوا على تسخينهم أكثر بروائح ومشاهد أزبالهم قبل دخول موقعة التزاحيم والاحتكاكات اللفظية والجسدية. وعودة على بدء، فإذا كان الكنديون بعيدين كل البعد عن مشاكل قلة الحافلات أو الأعطاب التي تلحق بها وحملها لأكثر مما تستوعب، وكذا الازدحامات التي لا يستفيد منها سوى محترفو رياضة الأصابع، فضلا عن الكراسي المتهالكة والزجاج المنكسر وأحيانا القطع الحديدية التي تغلق بها النوافذ بما يشبه زنازن متحركة، فإنهم انتقلوا إلى التفكير فيما يحفظ أكثر آدمية بني جلدتهم، أما المتعهدون عندنا فلم يفلحوا سوى في فعل كل ما يدعو هؤلاء اللاجئين لحافلاتهم كرها إلى التسلح قبل كل ركوب بصدريات واقية "جيلي كونتر بال" وحزام أسود في إحدى فنون الحرب، قبل أن يجبروهم الآن باصطحاب أقنعة مضادة للغازات السامة  "ماسك أ غاز" تحسبا لأي مناورة تلوثية محتملة. أما مسألة "الأرجوحة" فوجدوا لها حلا منذ مدة بعد أن تواطأ غياب "الأمورتيسورات" وحفر الشوارع في أن يجعلوا الركاب "مزعلين" على طول الخط.