الجمعة 17 مايو 2024
فن وثقافة

أنس العاقل: الضجة التي يتعرض لها فيلم "نبيل عيوش" تساهم في ترويجه

 
 
أنس العاقل: الضجة التي يتعرض لها فيلم "نبيل عيوش" تساهم في ترويجه

بعد تسريب لقطات من فيلم "much loved" أو "الزين لي فيك" لمخرجه "نبيل عيوش"، توالت التصريحات المهاجمة للفيلم، من طرف رواد الإنترنت وبعض الفنانين والمهتمين بالمجال السينمائي. ألهبت اللقطات المذكورة صفحات المواقع الاجتماعية، وصبَّ بعض المنتقدين جامَّ غضبهم على المخرج  "نبيل عيوش" والممثلة "لبنى أبيضار" إحدى بطلات الفيلم، التي ظهرت في اللقطات المسربة وهي تستعمل قاموسا خاصا بالمومسات. وكانت "أبيضار" قبل تسريب اللقطات قد كشفت لمحطة إذاعية أن الفيلم سيكون صادما، وأنه سيتضمن مشاهدا تدخل في خانة الأعمال الفنية المغربية التي تم تصنيفها في خانة المشاهد التي تتوسل "كشف المؤخرات" لتقديم الفرجة السمعية البصرية للمتلقي. وقد رافقت هذا الفيلم ضجة كبيرة قبل عرضه على هامش المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، في إطار فقرة  "La Quinzaine des réalisateurs"

"أنفاس بريس" اتصلت بنقاد ومؤلفين وفنانين مغاربة، لتقريب وجهة نظرهم بخصوص الضجة التي رافقت تسريب لقطات من الفيلم عبر الإنترنت، وفيما يلي رأي خاص بـ "أنس العاقل" (ممثل وباحث في المجال الفني).

"تابعتُ الضجة التي أثارتها المشاهد المسربة من فيلم "الزين اللي فيك" أو "much loved" للمخرج نبيل عيوش، واطلعتُ على المقاطع المسربة، ورأيي في هذا الصد أدرجه في ست نقط:

أولا: أنا مع حرية التعبير السينمائي بدون قيد أو شرط، ما دام أن المتفرج هو صاحب قرار حضور العمل السينمائي من عدمه، فهو يعرض داخل قاعة سينما وليس على شاشة التلفزيون.

ثانيا: إن معايير مقاربة العمل الفني هي جمالية، ولا يمكننا أن نحاكم العمل الفني إلا من خلالها، فما بين العمل الذي يتجاوز أفق توقعنا من خلال الابتكار الفني الذي يتضمنه، وذلك الذي يستجيب لأفق توقعنا أو يخيبه انطلاقا من معايير الإتقان والتفرد، التي تسمح لنا بأن نميز بين العمل الفني الرفيع والسوقي.

ثالثا: إن كل حكم على عمل فني انطلاقا من مقاطع مجزأة خارج سياقها الأصلي، هو جهل فني مركب، فهو جهل بسياق الفيلم من جهة كمن يقف عند "ويل للمصلين"، وجهل بأصول إطلاق الأحكام الجمالية. فقد تكون قبلة داخل عمل سينمائي سوقية إذا ما وضعت خارج السياق بدون ضرورة فنية، كما قد يصبح مشهد اغتصاب تحفة فنية إذا ما استجاب لضرورة فنية وتوفرت فيه عناصر الابتكار الجمالي.

رابعا: إن الضجة المفتعلة حول الفيلم هي دعاية مسبقة له لا تساهم إلا في ترويجه، وأظن بأن هذا التسريب يدخل في إطار سياسة تسويقية تستغل سذاجة من ينصبون أنفسهم حماة للأخلاق، وذلك من أجل ترويج أكبر للفيلم.

خامسا: الفيلم يعرض على هامش المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، في إطار فقرة "La Quinzaine des réalisateurs"، وهي فقرة موازية تسمح بالاطلاع على بعض الأعمال السينمائية المغايرة لمخرجين ما زالوا لم يثبتوا خطاهم في عالم السينما، ولا تخضع الأفلام المعروضة بداخلها إلى المنافسة. بمعنى أن عملا كبيرا ينتظرنا من أجل أن ننتج أفلاما تستحق على الأقل أن تعرض داخل المسابقة الرسمية، أما أن تفوز بإحدى جوائزها فأظن أن الأمر ما زال بعيد المنال.

سادسا: أنتظر مشاهدة الفيلم كاملا، وأتمنى ألا يخيب أفق توقعي كما خيبته بعض الأفلام السابقة لنبيل عيوش كفيلم "لحظة ظلام" أو فيلم "كل ما تحبه لولا". أنتظر أن أشاهد سينما بقدر شاعرية فيلم "علي زاوا" أو تتجاوزه بحكم تمرس المخرج وتطوره، وإلا فسأعتبر فيلم "علي زاوا" مجرد حظ مبتدئ"...