الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

وقائع الهجوم الجزائري على الوفد المغربي في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس

وقائع الهجوم الجزائري على الوفد المغربي في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس

كانت قضية الصحراء المغربية، أبرز قضية على الإطلاق داخل  أشغال الدورة 13 للمنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد في تونس من 24 إلى 29 مارس 2015، الأمر الذي  جعل المنتدى الاجتماعي العالمي يشهد على مدى يومين حالة ارتباك بسبب هجوم عناصر محسوبة على الجزائر والبوليساريو على أفراد من الوفد المغربي يوم الخميس 25 مارس 2015. ليتكرر الهجوم والاستفزاز مرة أخرى صباح أمس الجمعة 27 مارس الجاري، خلال الندوة الصحفية بفندق أفريكانا، التي كان مزمعا عقدها لإطلاع الرأي العام الدولي عن وقائع الأحداث التي عرفها المنتدى العالمي. وشرح وقائع الهجوم الذي تعرض له بعض أفراد الوفد المغربي المشاركين في المنتدى من طرف عناصر محسوبة على الجزائر والبوليزاريو. وهو الهجوم الذي تم خلاله الاعتداء على بعض المغاربة بالسلاح الأبيض.

الأمر نفسه أكده محيي الدين شربيب، عن اللجنة المنظمة للمنتدى الاجتماعي العالمي، الذي  سلط الضوء خلال الندوة الصحفية على مخطط لأكثر من ألف عنصر جزائري، قال أن هدفهم الوحيد في المنتدى هو  الاعتداء على المغاربة.

وكشف جواد الخني، عضو المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان، في حديثه مع "أنفاس بريس" بعد وقائع الهجوم على الوفد المغربي يوم الخميس، قائلا: "اقتحم شباب من جبهة البوليساريو قاعة الندوات التي كانت مخصصة لندوة خاصة بحقوق النساء المغربيات، وشرعوا في السب والشتم في المواطنين المغاربة وترديد عبارات مسيئة وشاهدت فعاليات حقوقية، شباب ما يسمى بالبوليساريو وأفراد محسوبين على الجزائر، ذوي بنيات جسدية قوية، كأنهم يمثلون جهازا أمنيا أو عسكريا جزائريا، وهم يفاجئون المغاربة بإخراج أسلحة بيضاء وتسديد ضربات قوية على مستوى الوجه، أحدثت جروحا غائرة لإحدى الشابات".

شاهد عيان أخر التقته، "أنفاس بريس"، وهو ميلود الشاوش، رئيس المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، والذي حكى بدوره وقائع الهجوم الذي تعرض له قائلا: "أثناء مشاركتي من أجل لفت انتباه الرأي العام الإقليمي والدولي لمعاناة 500 ألف شخص تم تهجيرها من الجزائر بطريقة تعسفية، وكسب تضامن الوفود المشاركة في المنتدى مع قضيتنا والبحث عن حلول لتسوية هذا الملف الذي يعد من الملفات العالقة بين المغرب والجزائر، بطريقة سلمية وحضارية. فإذا بنا نتفاجأ في اليوم الأول من أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد في تونس، بتدفق أشخاص  يحملون أعلام جزائرية، وبطريقة استفزازية هاجمونا وحاولوا انتزاع اللافتات واستفزازنا، ولولا تدخل اللجنة المنظمة لتطورت الأمور لما لا يحمد عقباه".

في أحيان كثيرة يصعب تفسير تلك المناوشات التي تتم بين الطرفين المغربي والجزائري، لاسيما داخل المنتدى الاجتماعي العالمي، والذي يعد لقاء لتبادل الأفكار وتعميق النقاش في القضايا التي تقلق شعوب العالم، بشكل حضاري يعكس روح المسؤولية.

لكن بالنسبة لكمال الحبيب، الفاعل الجمعوي المغربي وعضو المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي الدولي، فإن سبب هذه المناوشات يرجع بالأساس إلى تاريخ قديم يجمع الطرفين، من الصعب أن تلخص وقائعه في هذا الحديث القصير.

فمن وجهة نظر محاورنا، فهذا التاريخ الطويل بما فيه حرب الرمال بين المغرب والجزائر، تسبب في شحن الشعب الجزائري كما الشعب المغربي، وتهييئهما لمدة سنوات على الصدام والمواجهة.

واعتبر الحبيب أن مثل هذه المنتديات تساعد على تجاوز هذه المواقف السلبية التي شحن بها كل طرف، وخلق نوع من الثقة الجديدة وعلاقات جديدة بين الشعبين الشقيقين. مشددا على أنه يمكن ﻷي مخطط حكومي أن يلعب بمشاعر بعض الأشخاص وتوظيفها بشكل سلبي. فالصراع القائم بين الدولة المغربية والدولة الجزائرية، ليس فقط على قضية الصحراء، بل على الهيمنة السياسية والاقتصادية في المنطقة، يمكن في أي لحظة أن يؤجج نار المواجهة بين الطرفين.

المناضلة التونسية مباركة الإبراهيمي، وتعليقا على الأحداث التي عرفها المنتدى الاجتماعي العالمي، تؤمن بأن مثل هذه الصدامات لا يجب أن تؤثر على العلاقات بين الشعوب، بل إن من شأن المشاركة بجدية ومسؤولية في مثل هذه المنتديات، أن يعزز الثقة والتعاون بين شعوب المنطقة لأن الهدف وفلسفة المنتدى الاجتماعي العالمي هي تقريب وجهات النظر وتبادل التجارب والأفكار.

وردا على من يطالب الوفد المغربي بالرد بالمثل على الانفصاليين وبعض الجزائريين، يرى سعيد السلامي، مدير مركز حرية الإعلام بالمغرب، في تصريح خص به "أنفاس بريس" على أن الوفد المغربي ليس من أهدافه أن يدخل في صدام مع الجزائريين أو مع غيرهم من الوفود المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي، بل هدفه هو النقاش وتعميق الحوار مع مجموعات أخرى من دول تنتمي للقارات الخمس. وتسليط الضوء على القضايا التي تهم البشرية من بيئة وحقوق الإنسان وحرية وتعليم. وأكد السلامي، أن المغاربة لم يشاركوا في المنتدى من أجل الصدام مع الآخر بل للحفاظ على روح المنتدى الاجتماعي العالمي، فالقضية الوطنية -يقول السلامي- معروفة ولها من يدافع علبها على الصعيد الدولي والدبلوماسي ولسنا محتاجين لنأتي إلى تونس والدخول في معركة مع عناصر تافهة لأن من يستعمل العنف ويتجنب الحوار الهادف فقضيته خاسرة.