الخميس 16 مايو 2024
سياسة

عبد الرحيم بورقيا: لا يجب إخراج تصريح بنكيران حول الوداد من سياقه

عبد الرحيم بورقيا: لا يجب إخراج تصريح بنكيران حول الوداد من سياقه

كعادته التي ألفها المغاربة دأب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على تسجيل خرجات فريدة تثير الاستغراب، وتتعدد وجهات النظر بخصوصها. لكن الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة، تميزت بدخوله لعالم كرة القدم وحديثه عن ما أسماهم بالبلطجية الذين هاجموا في الموسم الماضي مقر نادي الوداد البيضاوي. إذ تساءل بن كيران في خطاب تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن الجهة التي تقف وراء هذه الهجمة. هناك من اعتبر خرجة بين كيران مسيئة لجمهور الوداد ولهذا النادي العريق، وآخرون اعتبروها إشارة عن حرب سياسية باردة الهدف منها استغلال جماهير كرة القدم لتسجيل أهداف انتخابية.

"أنفاس بريس" اتصلت بالدكتور عبد الرحيم بورقيا (المقيم في فرنسا) والمتخصص في العلوم الاجتماعية، والذي حصل مؤخرا على الدكتوراه بالمغرب حول أطروحة موضوعها "الصراع الرمزي بين جمهور الوداد والرجاء"، وخصنا بهذا التصريح.

"في اعتقادي لا يجب إخراج تصريح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من سياقه. صلب الموضوع وأساسه، وهذا شيء معروف، هو ممارسة العنف أو التهديد به لتحقيق المكاسب. رئيس الحكومة بنكيران يشير إلى قدرة بعض الجهات على تسخير مجموعات مأجورة مسلحة بالسيوف للضغط على الأشخاص المستهدفين لترهيبهم أو للي ذراع المنافسين حتى يتوانوا عن ما يغضبهم وتلبية مطالبهم. ودافعي أجور المجموعة التي تقوم بهذه المهمة القذرة، دأبوا على استعمال هذا الاسلوب. وقد استحضر بنكيران ما وقع في شهر مارس من العام الماضي، عندما هاجم مجموعة من الأشخاص مقر نادي الوداد البيضاوي. وحسب بعض المصادر  المطلعة والمسؤولة كان هناك صراع داخل المكتب المسير للفريق، وعرف هذا الصراع عملية شد الحبل بين بعض الأعضاء. وتعد سابقة في تاريخ الكرة المغربية. وقد سبق لي أن أدليت بوجهة نظري وقراءتي في هذا الواقعة لمجلة مغربية بالفرنسية، شرحت فيها أن المسلحين المأجورين نفذوا أوامر جهة معينة. ومن الطبيعي أن يثير استشهاد رئيس الحكومة حفيظة رئيس النادي. في نظري لا يجب تحميل ما قاله بنكيران ما لا طاقة له والزج به في سياق غير سياقه، وتحميله وزرا لا طائل منه، لأن فريق الوداد فريق كبير وعريق وحري بالمسؤولين عدم تأويل الأقوال ويجب عليهم العمل على إبعاد النادي عن القيل والقال وعدم التشويش على اللاعبين أو الجمهور الذي يبصم على موسم متميز هذه السنة.

مسألة استغلال السياسيين لكرة القدم لكسب مواقع مهمة داخل الخريطة السياسية، هي حقيقة لا يمكن أن ننكرها.. ما أعرفه عن حزب "العدالة والتنمية" هو أنه جد نشيط في المجال الديني والتجمعات التي لها طابع ديني.. بالنسبة لكرة القدم لم يسبق لي عندما كنت مقيما بالمغرب وفي الزيارات الأخيرة أن شاهدت مغازلة من حزب العدالة والتنمية للفرق العريقة كالوداد والرجاء، باستثناء بعض العمليات التي تستهدف فرق الأحياء كتوزيع الأحذية والقمصان على المستوى المحلي في بعض المقاطعات التي يقودها رؤساء من هذا الحزب أو ذاك..، بالنسبة للكثير من الأحزاب السياسية تبقى كرة القدم من الأنشطة التي تستهدف الشباب، لكن المشكل هو عزوف الشباب عن الانتخابات، وبالتالي يركز الكثير من الأحزاب على الآباء والأمهات لكسب الأصوات الانتخابية الوفية.. فيما تركز أحزاب أخرى على فرق الأحياء لتسجيل حضور قوي إبان الفترة التي تسبق الانتخابات الجماعية المحلية بأيام قليلة..