الخميس 16 مايو 2024
سياسة

لماذا يسب المغاربة وطنهم؟

لماذا يسب المغاربة وطنهم؟

"الله ينعل بوها بلاد".. "الله يعطني معاكوم 100 عام ديال الحبس".. "الله يعطينا شي حركَة".. "نتي خياب من الجنسية المغربية".... كلها أمثلة أغنت القاموس الشعبي الضاج من الوطن، خاصة في أوساط الشباب اليائس الذي لا يجد الفرصة للعيش الكريم وتحسين أوضاعه.

لعنة "الوطن" وسب "لبلاد" لا تقتصر على فئة الشباب، بل أصبحت ذات طابع عمومي يتلفظ بها عامة المغاربة تعبيرا عن الإحباط والتذمر والغضب والاستياء وسط إدارة عمومية أو خاصة أو مستشفى أو في الطابور أو محطة القطار أو الطاكسي أو الحافلة.

شيطنة الوطن وشخصنته تحولت إلى رياضة يومية لدى بعض المغاربة، ومن ردود الفعل "الجاهزة ضد أي حالة إحباط، كأن هذا "الوطن" مصنعا لا ينتج غير الفشل والبطالة وتعطيل مصالح المواطنين والزبونية...إلخ.

ظاهرة "الله ينعل بوها بلاد" خصصت لها "الوطن الآن" غلافا خاصا في أحد أعدادها السابقة، وناقشنا هذه الظاهرة مع محللين في علم النفس والاجتماع، وها نحن اليوم في موقع "أنفاس بريس" نعيد التذكير بهذا الموضوع، لحساسيته وتداعياته السلبية والإفراط في "تجريم" الوطن.

شعار "ماتقيش بلادي" الذي رفع غداة أحداث 16 ماي الإرهابية ينبغي أن يرفع ضد كل من يلعنون الوطن الذي يشبه في الوعي الجمعي بـ"الأم".

هل يرضى أحد أن تلعن أمه أمام ناظريه؟

لعنة الوطن "إرهاب" لفظي أصحابه هم من يستحقون "اللعنة" وإشهار "الورقة الحمراء" في وجوههم.