الخميس 16 مايو 2024
سياسة

بعد أن أقامت فرنسا "القيامة" دفاعا عن عذرية رئيسها الاشتراكي: هذه دوافعنا لإسقاط قناع النخبة الفرنسية

 
 
بعد أن أقامت فرنسا "القيامة" دفاعا عن عذرية رئيسها الاشتراكي: هذه دوافعنا لإسقاط قناع النخبة الفرنسية

حين اخترنا غلاف العدد الماضي من "الوطن الآن" المتعلق بمخاطر تنامي الإسلاموفوبيا على الفرنسيين المنحدرين من أصول عربية وإسلامية وإفريقية، وعلى فرنسا ذاتها، ووضعنا صورة تركيبية للرئيس فرانسوا هولاند في حلة النازي هتلر، فإننا لم نفعل ذلك لرغبة ذاتية في القفز نحو المجهول، أو استجابة إلى نزوة صحفيين مبتدئين. ولكننا كنا في انسجام تام مع خطنا التحريري الذي تبنيناه منذ إصدار أسبوعية "البيضاوي" سنة 2002، والتي تحولت إلى "الوطن الآن" منذ أواخر سنة 2006.

ويهمنا في هذا السياق أن نؤكد أن من معالم هذا الخط، بالإضافة إلى مبادئ المهنية ومواثيق الشرف المعروفة، أننا نمارس العمل الصحفي لا فقط كمجال للتقصي ولإنتاج وتداول المعلومة، كشأن جاف ومعزول عن تفاعلات قضايا السياسة والثقافة والمجتمع وموروث المغاربة، ولكن كذلك كاشتغال حي في أفق قيم الحداثة والديمقراطية والكرامة الإنسانية.

ولا مجال للتذكير بأن اختيارنا لهذا الخط موصول، بشكل مؤكد، مع المسار الشخصي والإعلامي لكاتب هذه السطور(مدير أسبوعية "الوطن الآن" وموقع "أنفاس بريس") الذي تعلم قيم المهنة والحياة من داخل الصف اليساري التقدمي فكرا وممارسة، حين حالفني الحظ وجاورت أهرامات السياسة والأدب والفن والفكر الديني والصحافة فور تخرجي من كلية الحقوق، والتحاقي بالعمل بجريدة "الاتحاد الاشتراكي"، التي تعد إحدى أبهى مراحل حياتي المهنية.

وبدون استحضار طبيعة هذا الخط التحريري المبدئي تكون قراءة العدد الماضي وكل أعداد "الوطن الآن" خارج السياق، بل تكون قراءة آثمة وجاهلة.

انطلاقا من هذه المرجعية، كنا في "الوطن الآن" وفي "أنفاس بريس" (الموقع الإلكترونيالجديد) نفكر في قضايا فرنسا، وفي كل قضايا محيطنا الإقليمي والدولي بنفس آليات النقد والمساءلة التي ننهجها في قراءة قضايا مغربنا المعاصر.

في هذا الإطار، كانت افتتاحياتنا وملفاتنا تقرأ ما يجري في بلاد ديكارت، خاصة منذ صعود الحزب الاشتراكي بقيادة "فرانسوا هولاند" إلى سدة الحكم إثر الرئاسيات الأخيرة، وهو الصعود الذي اعتبرناه نكسة، بل ردة حقيقية لمصالح وحقوق المسلمين بفرنسا. وقد كنا محكومين في هذا التوجه بعدة اعتبارات شرحناها في غلاف "الوطن الآن" الذي نزل إلى الأكشاك تحت عنوان "بعد أن أقامت فرنسا "القيامة" دفاعا عن عذرية رئيسها الاشتراكي: هذه دوافعنا لإسقاط قناع النخبة الفرنسية".

une-coul-04-02