الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

عبد الله البقالي: لماذا تغاضت الصحف الفرنسية عن الإساءة للرسول الكريم وانتفضت ضد "الوطن الآن"؟

 
 
عبد الله البقالي: لماذا تغاضت الصحف الفرنسية عن الإساءة للرسول الكريم وانتفضت ضد "الوطن الآن"؟

في سياق التفاعلات التي خلفها غلاف أسبوعية "الوطن الآن" لهذا الأسبوع، والذي خصته لموضوع " هل سيحيي الفرنسيون محرقة هتلر لإبادة المسلمين في فرنسا؟، وما خلفته هذه التفاعلات إعلاميا في فرنسا، من تناقضات، حيث تم التركيز على صورة تشبيه الرئيس الفرنسي هولاند بالزعيم النازي هتلر، متغاضية عن الإساءات الكثيرة والمتعددة للرسول محمد (ص)، التقط عبد الله البقالي، مدير جريدة "العلم" هذه التناقضات في افتتاحية لسان حزب الاستقلال لهذا اليوم الاثنين 2 فبراير الجاري.. في ما يلي نص الافتتاحية:

"اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية بصورة تشبيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالزعيم النازي هتلر التي نشرتها أسبوعية "الوطن  الآن" يستوجب نقاشا هادئا ومستفيضا.

لسنا في حاجة إلى التذكير أن كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية أبدعت وتفننت في تشويه شخصيات ورؤساء دول كثيرة، ولم تبد اهتماما يذكر للإساءات التي طالتهم، واعتبرت بصفة تلقائية أن ذلك يندرج في صلب حرية التعبير، بل المثير أكثر أن الرئيس الفرنسي نفسه كان عرضة لهذه الممارسة من طرف وسائل إعلام فرنسية، ولم يهتم أحد بذلك إلى أن أقدمت جريدة مغربية على نفس الممارسة لتبدي كثير من وسائل الإعلام الفرنسية اهتماما كبيرا لما حدث.

هل لأن الأمر يتعلق بأسبوعية مغربية، وبالتالي القول بأن الأمر يتعلق بتجاوز أو تطاول؟ أم أن كثيرا من الأقلام والكاميرات في فرنسا  تبحث في كل كبيرة وصغيرة من شأنها صب ما يكفي من كميات الزيت على نار العلاقات المغربية، الفرنسية  الملتهبة؟!

نسجل أن وسائل الإعلام الفرنسية هذه لم تبد أي اهتمام بما كانت ولا تزال  تقترفه مجلة "شارلي ايبدو" في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأكثر تقديسا لدى أكثر من ربع سكان العالم، وانتظرت هذه الوسائل أن يفتك إرهابيان بأرواح 12 شخصا لتبدي حماسا كبيرا في التضامن والشجب.

هل نرد الآن بأن ما قامت به "الوطن الآن" يندرج في صلب حرية التعبير، وكان من المفروض أن تجسد وسائل الإعلام الفرنسية قناعتها بذلك تجاه ما نشرته الأسبوعية المغربية.. أما وأنها اهتمت بما حدث، فإنني أشك حقيقة في مصداقية الإيمان بحرية التعبير، وكأنها تقول بلغة واضحة.. إن لهذه الحرية حدوداً.. ونحن من نرسم هذه الحدود".